تتفجر الأحلام مثلما تتشعشع أهداب الشمس في عيون الطفولة، مثلما يداعب الطير أوراق العفوية، مثلما ترتشف الفراشات شهد الوردة، وفي الإمارات تسير الحياة على طرق ممهدة بأحلام زاهية، والناس في نعيم البهجة، وتطور المنافع، والخدمات والبنى التحية مستندة إلى عطاءات اقتصاد يمر في مرحلته الذهبية بفضل القيادة الرشيدة التي رسمت الرؤى، وحددت الأهداف، ووسعت التطلعات، ورعت الطموحات، وشجعت العقول كي تمضي قدماً في بناء الصرح، وفتحت نوافذ العمل في مختلف مجالاته التجارية والإبداعية، وسعت بكل جهد لكي تصبح الإمارات ملتقى العقول، ومهبط طيور المسعى، وراحة ممدودة لكل من في داخله فكرة تثري المشهد، وتعمل على وصال بطاقة إيجابية، لا شوائب فيها ولا نواكب، بل هي عجلة الاستمرار والتطور والتحليق في فضاءات تجعل من المشهد حالة احتفالية جمهورها كل من يسكن هذه الأرض، وبريادة شعورية أنقى من عيون الطير، وأصفى من الشهد.
كل هذا جعل الإمارات اليوم تتصدر المشهد الاقتصادي العالمي، وتقف عند هامات النجوم، متجلية بأهداف لا تطالها إلا العقول التي بنيت من تراب الصحراء النبيلة، ولا تعانقها إلا القلوب الشغوفة بحب المجد المجيد، والرأي السديد، الإمارات اليوم في الوضع العالمي حالة استثنائية بفرادة المعطى، وامتيازات العطاء الاقتصادي ويسبقه العطاء السياسي، وما بينهما ثقافة مجتمع نشأ على المشي على الماء والسير بخطوات لا تعثرها كبوة، ولا تبعثرها عقبة، لأن الثقة أساسها والثبات متراسها، الإمارات اليوم نقطة الارتكاز في المحيط العالمي ليس اقتصادياً فحسب، بل وفي السياسة هي الجواد الفائز بأفكار السلام، وحب الآخر، والانتماء إلى الكونية، مبدأ رسّخته القيادة في ضمير الإنسان مواطناً كان أو مقيماً، فالكل هنا يسيرون كتفاً بكتف من أجل الإمارات الوفية، من أجل الإمارات الغنية بمشاعر الحب، الثرية بمفاهيم التضامن مع الآخر دون استثناء، أو تمييز، لأن الإيمان في هذا البلد أننا أبناء الأرض، وسقفنا السماء، والوتد إنسان شيمته النبل، وقيمته الوفاء.
لم تصعد الإمارات سلم السماء بالنفط، بل بأنفاس العشاق الذين جعلوا من الوطن قصيدة عصماء يتلوها قراء الحقيقة، ويتمعن بمفرداتها كل من في داخله ضمير يتحرك باتجاه الحياة، بأحلام لا تغشيها غاشية، ولا تشوبها شائبة، ومن يتأمل المشهد في الإمارات اليوم يرى ما يجعل الزمن كأنه قماشة تلون نفسها بأنفاس الذين يسمون النفس رخيصة من أجل حبيبة، ولا حبيبة سواها هذه المتألقة، هذه المتدفقة، هذه المتناسقة، هذه العاشقة، هذه الباسقة، هذه السامقة، هذه الإمارات بنت الأرض والسماء، بنت الرخاء، بنت النهار والليل ساعة بزوغ القمر، في عيني امرأة سكنت في قلب النهوض، وساعة بروز الشمس بين رموش رجل، أحب أن يكون في الوطن جناح نورس.