اليوم يبدأ قائد المسيرة المباركة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأميركية الصديقة، وصفها «البيت الأبيض» بأنها تاريخية.
وتعد هذه الزيارة تاريخية ليس لكونها الأولى من نوعها لسموه منذ توليه رئاسة الدولة، وإنما لأنها تؤسّس لمرحلة جديدة ومهمة في العلاقات والشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين التي تمتد لأكثر من خمسين عاماً، وما تحقق خلالها في جميع المجالات، خاصة الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والفضاء، إلى جانب الطاقة المتجددة ومواجهة التغير المناخي وحلول الاستدامة، وغيرها من الجوانب التي تخدم رؤية البلدين تجاه مستقبل أكثر تقدماً وازدهاراً للجميع، ناهيك عن بحث القضايا والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
زيارة تاريخية عنوانها «المستقبل»، كما قال معالي الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة.
احتفاء استثنائي أميركي بقائد استثنائي لوطن استثنائي، واحتفاء برؤيته الثاقبة في بناء جسور الصداقة والتعاون والشراكات لما فيه خدمة المصالح المشتركة، واحتفاء بالدور المحوري والاستثنائي للإمارات وقائد الإمارات في التصدي للتحديات التي تواجه العالم، والحرص الإماراتي الرفيع على صنع التنمية المستدامة، وتحقيق الرخاء والازدهار؛ ليَسود السلام والاستقرار في العالم، وبالذات هذه المنطقة الحيوية من العالم.
وقد أكد البيت الأبيض في معرض ترحيبه بضيفه الاستثنائي أن «الإمارات شريك رائد في الشراكة التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن للبنية التحتية والاستثمار العالميين»، وأن «التكنولوجيا المتقدمة ستكون محوراً لهذه المناقشات، بما في ذلك الجهود الرامية إلى تعزيز أهداف الذكاء الاصطناعي المسؤول».
ويتضمن برنامج الزيارة الحافل لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عدداً من المسؤولين الأميركيين لبحث آفاق تطور العلاقات الإماراتية الأميركية على جميع المستويات.
تأتي هذه الزيارة التاريخية في ظروف بالغة الدقة والتعقيد، تشهد فيها منطقتنا والعالم تطورات متسارعة، تتطلب معها أن تعلو أصوات الحكمة والمسؤولية لتحرك دولي كبير ومؤثر لاستعادة الأمن والاستقرار في تلك المناطق. وفي مثل هذه الظروف، تحرص الإمارات، بما عُرف عن حكمة قائدها، على التحرك والمبادرة لإعلاء لغة الحوار؛ لنشر السلام والأمن والاستقرار، والعمل معاً للتصدي لأصوات وأعمال التطرف والإرهاب، وهو ما جعل الإمارات رائدة في قيادة الجهود العالمية على هذا الصعيد والعمل الإنساني لما فيه خير الشعوب.
حفظ الله صاحب السمو رئيس الدولة في حلّه وترحاله، وبارك فيه وفي جهوده، وسدد كل خطواته لتبقى الإمارات وشعب الإمارات في صدارة ميادين الرقي والتميز.