الإمارات، هي مركز الدائرة، وهي محيطها، وهي أبيضها وناصعها وبريقها، الذي يزجي الحياة إلى وئام وسلام، وأحلام أزهى من الشمس، وأنقى من عيون الطير، وأجمل من صفحات الورد، أكمل من اللجين في عز تألقه وأناقته ولباقته ولياقته.
في السلام الإمارات راية ورواية وبداية بلا نهاية، في السلام الإمارات سيمفونية دوزنتها من أوتار تاريخ عريق استفاق الفجر على تغريدته ليحكي للعالم كيف يكون الوجود فتياً، عندما تتخلص الأرض من دخان الحرقات ونزيف القلوب والسيول العارمة لمشاعر البغضاء والضغينة.
السلام في الإمارات موجة تدحرج بيضاتها باتجاه السواحل، كي تنعم المحارات بدفء الوئام ما بين الرمل واليابسة.
السلام في الإمارات حياة تتفتح زهراتها على صباحات تنعم بندى السماوات السبع، وخضرة الأفئدة التي وعت باكراً أنه ما من غضب ولا سغب ولا تعب إلا ووراءه تشويه لوجه الحياة وانثيال الغبار على مرايا الوعي، وما الحروب إلا عبث العقل المجنون والظاهر دوماً على غبشة العصاب القهري، ووساوس الحيل الكاذبة، وأوهام ما تبديه وتعيده النفس الأمارة.
فبدءاً من فلسطين، ومروراً بالسودان، حتى روسيا في أقصى الأرض، تجوب طائرة الإمارات بحثاً عن وسيلة لمنع الصدوع، وسد الشروخ، وفتح نوافذ الخير للجميع، لأن السلام وحده ترياق الصحة الإنسانية، ولأن السلام وحده إكسير العيش الهانئ، ولأن السلام وحده مصل ولقاح ضد الخربشات على سبورة الحياة وتشوهاتها، لأن السلام وحده مساحة البياض التي تمنع سواد الثقوب الكونية، وتفسح الطريق لعلاقات سوية جدية حقيقية بين بني البشر.
وعي الإمارات بأهمية السلام هو من نبع وعيها بحقيقة أن في الحروب لا منتصراً ولا مكسباً، لأن الآلة العمياء عندما تسدد رميتها، فإنما تبعثها إلى حيث تكمن حقيقة السلام، إنها رمية المقتل للسلام، إنها طلقة الموت ضد الحياة، وهذا الوعي الإماراتي السباق هو الذي يجعل قيادتنا الحكيمة تنهض دوماً ضد القتلة، وضد عشاق العدمية، وضد تجار العبثية، هذا الوعي الإماراتي يذهب اليوم من الأقصى إلى الأقصى في البرية الوجودية لإخماد حرائق الحقد، وإطفاء نيران الكراهية، إيماناً من قيادتنا بأنه ما من حضارة تزدهر إلا بازدهار السلام، وتنامي الحب بين الناس أجمعين، وفناء العنصرية والعرقية والتطرف الديني، وما يتبعه من شعارات صفراء خاوية، متهاوية، متراكمة كأنها الوابل كأنها الجحيم.
واليوم والعالم يمر بأشد مراحل العنف والتزمت، والتزمت على أطراف القارات وفي عمقها، نرى من الضرورة القصوى استعادة الوعي الإنساني وفتح صفحة جديدة لسلام دائم في مختلف المناطق والأماكن والقارات، لأنه لا شيء غير السلام الذي يمكن الحضارة البشرية من إتمام مهمتها التطورية، وتحقيق أحلام البشرية في عالم يسبح على بحيرة الحب، الحب وحده المكان الآمن لاخضرار عشب الحضارة البشرية.