في صلب الزيارة التاريخية الميمونة التي قام بها قائد المسيرة المباركة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى الولايات المتحدة، كان التعاون البنّاء بين البلدين الصديقين في مجالات وميادين الذكاء الاصطناعي في إطار الشراكة الاستراتيجية التي تجمعهما، والمستندة إلى علاقات وطيدة ومثمرة على امتداد أكثر من نصف قرن.
وقد شهد صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله» إعلان إطار للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي بين البلدين، يؤكد الرغبة المشتركة لهما في تعميق التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات ذات الصلة، والالتزام المشترك بتطوير مذكرة تفاهم بين حكومتي البلدين بشأن الذكاء الاصطناعي.
وقد أشار الإطار إلى إدراك البلدين الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تسريع النمو الاقتصادي وإحداث نقلة نوعية في التعليم والرعاية الصحية، فضلاً عن خلق فرص عمل ودفع الاستدامة البيئية وغيرها. وفي هذا الإطار، كانت اللقاءات والاجتماعات التي عقدها سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي ومستشار الأمن الوطني، مع مسؤولي كبريات الشركات الرائدة في التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، وهو الرجل الذي يترجم توجيهات القيادة الرشيدة في هذا الملف المعني بالمستقبل. وقد أكد سمو الشيخ طحنون بن زايد عقب لقائه مع جيف بيزوس، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أمازون، أن «الإمارات لديها رؤية طموحة في أن تصبح الدولة الأكثر استعداداً للمرحلة القادمة في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال الاستثمار في الأفراد والقطاعات والشراكات المختلفة».
كما قال سموه عقب لقائه رجل الأعمال ورائد الابتكارات المعروف إيلون ماسك: «الطموح، البناء، والرؤية المتوافقة مع القادة العالميين، تعمل على استثمار أمثل للطاقات، وتتيح فرصاً فريدة توفرها التقنيات الحديثة، وحلولاً يحقق توظيفها وتسريع تبنيها طفرة في جودة حياة ورفاهية البشر».
وفي تلك الفترة، كان وفد من دولة الإمارات يشهد، على هامش أعمال الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي استمرت أسبوعاً، إطلاق منصة «الذكاء الاصطناعي للتنمية المستدامة»، وهو برنامج تنموي عقد بالشراكة بين دولة الإمارات والأمم المتحدة، حيث تقوم المبادرة المبتكرة بتسخير القوة التحولية للذكاء الاصطناعي والتعاون بين القطاعات لتطوير البيانات المتاحة لأصحاب القرار والمسؤولين في الوطن العربي.
إنها الإمارات «تواصل ريادتها في ترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الفائقة مستفيدة من تجربتها الفريدة في تأسيس شراكات عالمية بما يتوافق مع رؤيتها التنموية»، وتنفيذاً لما قاله بوخالد بأننا «في سباق مع العالم كله».