- يا أخي مرات الإنسان هو من يفلع رأسه بحصاة، عيل تقوم وتركّب واحداً في سيارتك، ويظل يقرأ من شاشة تلفونه الرسائل، ويرسل أخرى لأناس متعددين، لا تعرفهم، وأنت تسوق، وحين تقطع نصف الطريق، ينتبه لك، ويقول: «تراك دوّرت رأسي بهذه السواقة، لاعت كبدي»! مثل هؤلاء كثيرون في الحياة، يريدون أن يحمّلوا الناس تعبهم، وفشلهم، وإخفاقهم، وعدم مواتاة الحياة لهم، ونقص حظوظهم، حتى إن بعضهم يمكن أن يدخّلك في الوسط، لأن عصارته الهضمية ليست كما يرام هذا اليوم، وتسبب له حرقاناً غير عادي!.
- لحظة تفكر وتأمل في منهج التربية الإسلامية للصفوف الدنيا في مدارسنا.. فلا يعقل أن أقرر سورة صعبة مثل سورة «البيّنة» «لَمْ يَكُنِ الذينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ والمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ البَيِّنَةُ...»، والتي لا يفهم معناها الكبار، دون الرجوع للتفاسير، ولا يستوعبها الكثير دون شروحات، فكيف بطفل في السابعة أو الثامنة من عمره! نحن نريد أن نقرّب الأمور، ونبسطها، لا نريد أن يفرّوا، وينفروا منها، ويشعروا أن مادة الدين مادة ثقيلة، وأن القرآن صعب، وعَصِيٌّ على الفهم، ذوو القلوب الخضراء الصغيرة يحتاجون لأشياء يرونها بألوانهم الكثيرة، ليحبوها، ويجعلوها قريبة لهم، ومنهم، والأمر ينطبق على منهاج اللغة العربية بصرفها ونحوها، والتخشب في مواضيعها، ثم يشكو الجميع: أولادنا لا يحبون العربية أو علامتهم متدنية فيها أو لا يجيدونها كلغة أم أو كلغة هوية، يعني ضروري نهددهم وهم صغارٌ أن هناك 100 قاعدة نحوية و50 قاعدة صرفية! وأن هناك فروقاً كبيرةً في البلاغة والبيان ومعانيَ للطباق والجناس! وهم كل ما يسمعونه في البيت والشارع: تعال، قم، روح، اسمع، كم، متى، اصطلب، خلّوا الشغالة تشتغل!.
- الإمارات كشجرة خير ما زالت تُرمى بحجر الجاحدين والمغالين والمتعصبين، لكن هذا لن يمنعنا عن فعل الخير، وما نراه يتماشى مع قيم الحق والجمال، وعمل المعروف والإحسان، والذي نؤمن به، ونتمسك بفعله، وإلا ستنعدم المروءة من الحياة، وحدها الأشجار المثمرة الزاهرة هي التي ترمى بالحجارة، ما عداها سيأكله الجفاف واليباس، وحرقة العطش، كذلك هم الجاحدون والمغالون والمتعصبون، سيأكلهم الحقد والجهل وحده!.
- ما زلت أؤمن بدور الأفراد في خدمة المجتمعات، وتأثيرهم الكبير في سيرورة الحياة، ورفع شأن الأمم، وأحياناً يكون دورهم أقوى من دور المؤسسات المتثاقلة، والبليدة بفعل البيروقراطية، والتكلس الروتيني، والحسد الوظيفي، لذا حين يقاس بعض الرجال بألف رجل، وألفُ رجل بأقلَّ من رجل، لا نبالغ، ولا نزايد، وشواهد الحياة والتاريخ حاضرة، وعبر المسيرة الإنسانية، مثل أولئك الرجال إن غابوا عن حياتنا، فإنهم لا يغيبون منها، نظل نبكيهم بوجع طويلاً، وتبكيهم الحياة الجميلة والصادقة، والنبلاء والشرفاء فيها، ويظلون مثل علامة فارقة أو نجم لا يبرح سماءنا!.