- «قال له الشواب زمان: أدغش بنت عمتك، وأنت والخير رباعه، لا بتستبطيك، ولا بتكضك على شيء، وبتمزر ثبانك من العيال، وإن لفوك الخطّار، ما بتسمع: إلا إهدّا، واقلطوا، وإن زقّرت ما بتتصوخ إلا عونك، ولا خليت، لكنه قال للشايب: أريد أن ابني مستقبلي معتمداً على نفسي، وأتطلع للارتباط بمن أراها مناسبة لطموحي وغايتي! هز رأسه الشايب، وما قال إلا همهمة، ولا زاد إلا ما أراد: بنحضر إعمان، وبنشوف مقيضها»!
- «كان يهيل بلا قياس، ويمد بلا مقياس، ويقال للقاصي والداني: الخسارة.. خسارة الروح، اعنبو الفقر! وحين اعتاز ما وجد في المِصّرَيّ كاز»!
- «لأنه طيب وعلى وجهه، كان يشيل ويحط، ويعمّ ويبدّ، لا خلّى قريباً ولا غريباً، ولا عِيدّه، ولا سعيدّه، كان في يده مفتاح الخير، والذي عنده مب له، للغير، ويوم طاح الفأس في الرأس، تلفت يمنة ويسرة، ولا لقى إلا وجوه مغبَرّة، مثل عَجّفَة الداس، لا تسخى، ولا تنباس»!
- الثعالب جميعها تجيد الهروب، تغافل، تمكر، تناور، تحاور، تزاور، وتداور، ولكن كله من أجل الانسحاب والهروب، وحدها الذئاب لا تعرف طريقاً موصلاً للخلف، ولا دروب الهروب، وإن هرولت لا تهرول من عبث، وإن هربت.. هربت إلى الأمام، فالصدور عندها ما خلقت إلا للمواجهة وطعن الرماح والسهام، كانت تهرول لا من عبث، ولكن هروباً نحو عدو في الأمام! وحين تتغلب عليه وتحاصره تترك له فسحة صغيرة لكي تراه يهرب مخلفاً عورته، فلا متعة للنصر إلا برؤية الانكسار، ليس في الإقبال، ولكن في الإدبار!
- لأن الغائبين متهمون دائماً، كان يغيب محتسباً أجر الغيبة، وحاضراً غير سامع إثم النميمة، كان مؤمناً بأن الإنسان الحر يقود نفسه، وأن الإنسان الطيّب يرتقي بنفسه، فلا شيء عزيز وغال مثل احترام الإنسان لنفسه!
- كان في الحارة يوماً هَيّاس، يقود ثوره كل يوم في النخل، يتوقف عند يلبة فلان، وصرم علان، ومراغة خلفان، يهيس أو يعشّر أو ييزر، وكلما عاد مع ثوره وجد الناس والكل يطلب منه ذاك الطلب المتكرر: يا رَيّال، طيع الشور.. وبيع الثور! لكنه كان ما يهون عليه الثور، ولا يحب الظلم والجور، ودوم يخالف الشور، لين في يوم مات الثور»!