- إذا تبا سيارتك تترتب وتتعطر، أعطاها للحرمة تسوقها نصف ساعة، ولما ترجعها بتلقاها تشدّخ من الخنين، وبتحصل علبة مناديل ورقية محترمة، بدلاً من تلك المصفَرّة من الشمس والمفتوحة من الجانبين، ومناديل ترطيب لليد، وكريم ترطيب الشفايف، ومدخناً كبر الولاعة، و«الطابلون» الأملح يلمع كأنه جديد، وشاحناً متعدد الأغراض، و«مضيرب صغير دهن عود كمبودي» لزوم ما خلف الأذن، وسوالف نسائية حتى تكاد تشك أنها سيارتك القديمة، لا أدري لِمَ البعض يتعامل مع سيارته تقول يتعامل مع مطلقته، ما يجوز! وين النفقة؟
- زمان كنا نحفظ أسماء الممثلين، والمطربين والمصارعين والملاكمين ووزراء الخارجية في العالم، الحين ما لنا بارض أو تغيرت نفوسنا، من دخلوا علينا وجوه الـ «سوشيال ميديا» الفارغين والمفرغين، يعني الممثل الإنجليزي ذو السمات القاسية، والملامح الخشنة، ودائماً محَسنّ على الصفر، وأخنف يتحدث من خياشيمه، ويتعب كثيراً في أفلامه، تجده يركض باستمرار طوال الفيلم، ويتعارك مع الجميع، ويتغلب على الجميع، وما قد مَثْلّ قصة رومانسية في حياته، وآخر أفلامه النَحّال أو «Bee keeper»، والذي تكلف إنتاجه 40 مليون دولار، وحقق 153 مليون دولار، وصوره الإعلانية مالئة شوارعنا هذه الأيام، اسمه «جيسون ستاثام» اسم غلج، ولو حفظته أمس، بتنساه بعد يومين!
- بتخبركم الصابون الإنجليزي ما شيء مثله، تلقاه بِدّ عن كل الصابون يعلن عن نفسه، ويحسسك ببرودة مختلفة، ما أجمله في الصباح الباكر مع «مهيبة مريف»، يذكرك بفتيات الريف الإنجليزي في أثوابهن الفضفاضة المشجرة، وذاك التورد الذي لا تعرف من أين يأتي فجأة، أنا مرات أتعمد واتعَنّا وأروح «مارك اند سبينسر أو سبينيس» مخصوص علشانه، وعلشان أفك الصُوع.
- نصيحة من تشوف واحداً يريد يعكر مزاجك، ويغصص عليك حياتك، استسمح منه، وقول له: اسمح لي في حريقة شبّت في البيت! يمكن ينبسط، وتنفرج أساريره، ويحلّ عنك!
- يا أخوان.. والله ما شيء يضايقك في هذه الحياة المتسارعة في قفزاتها العصرية إلا أن تلقى واحداً من مواليد 2000، لا يعرفك، وتجده يريد أن ينصحك، دائماً في عجلة لا تعرف مصدرها، ويشعرك أن هناك كنزاً رقمياً على أجهزة الحواسيب الآلية، عليه التعامل معه على وجه السرعة، واستغلال الفرصة، المشكلة أنه لا يرفع جفونه، وعيونه لا تفارق تلفونه، ويخاف أن يخسر شيئاً ما في لحظة مفاجئة، وإذا أردت أن ترجعه سنة واحدة قبل ولادته للوراء، وقلت له نحن في عام 1999، كنا.. تجده تراجع، وقال لك كلمته الحكيمة: أووووف.. هذا الحديث قبل أن أولد! فلا تعرف ماذا تقول، غير «عمارّ يا بيب الظنة»!