أعطني عدالة، أعطيك استقراراً، وأعطني استقراراً، أعطيك اقتصاداً، مزدهراً.
هكذا هي المعادلة، وهكذا هو المجتمع، لا يسير على أرض ملتهبة، ولا يستقر في خيمة تعبث بها الرياح، وإنما الحضارات العظيمة بنيت على قواعد العدل، لأن العدل ميزان الاستقرار، والاستقرار بيت التطور والازدهار والنمو الاجتماعي.
في الإمارات تسير الحياة على عجلة الطمأنينة، والتي احتضنتها يد العدالة عندما وفرت بنية تحتية ممهدة بسجادة رخية نسجت من خيوط الحرير، واليوم نشهد هذا البريق الأخاذ، ونرى كل هذا الرونق المهيب، وهذا المشهد البراق والذي أدهش الناظرين، وأذهل المتابعين، وأيقظ في الناس أجمعين تطلعات الشراكة مع دولة تسامت بأخلاق العدالة، وشمخت بقيم الاستقرار، وسمقت بمحسنات البلاغة في التعاطي مع القضايا ذات الشأن الإنساني، والتي تمس جذور العلاقة بين الإنسان والآخر، وبين الإنسان وقيمه الاقتصادية، والتي هي جوهر البناء الحضاري، وهي محور التطور في مختلف المحاور، والمجالات.
في الإمارات إنجاز الأعمال اللوجستية يبدو كأنه يسير على جناح الطير، فلا توجد هنا رتابة، ولا روتين، ولا عقد في المعاملات، الأمر الذي يضع كل مهتم بالعمل الاقتصادي يمضي في شأنه من دون رعشة، ولا رجفة يد، لأن القانون كفل الحقوق، والعدل ضمن الواجبات، والمعيار في التميز يعتمد على القدرة على العطاء من دون رتوش، ولا زيف، ولا مساحيق تجميل، فقط هو المضمون الذي يدفع بالتي هي أحسن، ويجعل المنافسة بين العقول تمضي في الدنى، بمعايير العقول الصافية، ومقاييس الضمائر الحية، ولا مجال للحديث عن طفرات في أخلاقيات ما بعد القيم الإنسانية عالية المنسوب.
لهذا السبب، ارتقت الإمارات، وتقدمت السباق الاقتصادي على مستوى العالم، ولهذا السبب، لأن العدالة رسمت خارطة الطريق لأي عمل تجاري، فاستطاعت الدولة أن تحقق ذاتها، وأن تكسب الرهانات، وأن تتجاوز حدود الممكن، لتلامس المستحيل، وتضع الأقدام على مركبة فضائية خارقة السرعة، لتحط على شغاف المدى، وترسم الصورة المثالية لدولة آمنت بالعدالة كخط سير، ومعيار وزن، فوصلت، وتواصلت، واتصلت، ولم تنفصل عن عالمها، بل فصلت الخير عن الشر، فاستطاعت أن تنجز مشروعها الحضاري، وتحقق ازدهارها، وتفوقها، واستثنائيتها، وحلمها في تناول النجوم، والعيش بخير وعافية، وصحة أكثر جودة من صحة القمر في ريعانه، وعنفوان سطوعه.
بالعدالة، توهجت مهج الوجود، وابتسمت الأزهار، وصفق الطير مبتهجاً، لدولة نشأت على قيم العدل، وترعرعت على شيم الكلمة الفصل، ونمت جذورها بين جداول عذوبة الحكمة في القيادة، وسلسبيل الفطنة في الريادة.