التقدير والتكريم سمة متأصلة في المؤسسات الرياضية في عالمنا العربي والعالم أجمع لتقدير المنتمين والمنتسبين في المجالات المختلفة، سواء في العمل الإداري، أو أصحاب الإنجازات في مختلف الأزمنة على المستوى المحلي أو الخارجي، وهناك العديد من المؤسسات في وطننا العربي تبادر وتتسابق في تقدير المتميزين وتكريمهم، ليكونوا محفزين لمن يتعاقبون على صناعة الإنجازات، بعيداً عن الولاءات والعلاقات والمصالح الآنية والمستقبلية، تحقيقاً لأهداف يرونها من جانبهم، ووفق مصالحهم.
هذا ما لمسناه في الفترة الأخيرة من قيام اتحاد عربي بتكريم بعض الرموز العربية التي لا نشك مطلقاً في عطائها وتميزها، متجاهلين أقراناً لهم في بعض الدول رغم عطاءاتهم وتميزهم، إلا أنهم بعيدون عن أعين لجان التكريم في ذلك الاتحاد، الأمر الذي أدى إلى تساؤل بعضهم عن معايير التكريم، وترشيحات الاتحاد المعني، متجاهلين إنجازات بعضهم، وعطاءاتهم في مختلف أنشطة الاتحاد المعني، بل وتميزهم كغيرهم من الذين نالوا تكريم هذا الاتحاد لدورات عديدة، الأمر الذي أدى إلى تساؤل بعضهم عن مقومات الترشح والتكريم كنظرائهم في الدول الأخرى.
بدورنا، نتساءل عن اشتراطات لجان التقييم في الاتحاد المعني، وهل عمم مقومات الترشح لهذه الجائزة على الاتحادات المعنية في بعض الدول لترشيح من تراه مناسباً، أم أن للترشح مقومات أخرى بعيدة عن منهجية العمل التي نعرفها جميعاً دون تغليب مصالح شخصية وآنية لذلك الاتحاد، أم لطبيعة العلاقة التي تربط هذا الاتحاد بمثيلاتها في بعض الدول الذين هم في موضع اهتمام وتقدير من الاتحاد المعني حتى إن لم يحظ بتمثيل جميع الدول العربية في هذا الكيان، في الوقت الذي لا تضم اتحاداتنا الرياضية العربية جميع الدول المنضمة تحت لوائها إلا أن أنشطتها تشمل الجميع، وتكرم أبطالها كذلك.
لذلك نرجو من الجهة المعنية بعضوية الاتحاد العربي للألعاب الرياضية، أو تحت مظلة وزراء الشباب والرياضة العرب التي تتخذ من الجامعة العربية شرعيتها، شمولية كل رياضييها وقيادييها في منظومة هذا الاتحاد الذي يكون تكريمه، وفق محدودية رؤيته ومصالحه الآنية.
أتمنى من الاتحاد المعني إعادة النظر في آلية التكريم وشموليته لكل الدول العربية المنضوية تحت لوائه، وإن لم تحظ بعضوية مكتبه التنفيذي.