اسم زايد في الفضاء العالمي مثل سحابة تطل على العالم بنث، وبث، وحث، مثل المعجم اللغوي في فيضه، وحضه، مثل رواية فصولها من ذهب البذل، ودهشة الثيمة في ثرائها وسخائها اللغوي.
اذهب إلى كل بقاع الأرض، عندما تسأل عن بلدك، وتقول من الإمارات يقفز اسم زايد على الألسن، مثل فراشة تحلق على وريقات وردة لها عبق البخور الإماراتي.
زايد الخير، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته، منح العالم القدرة على الابتسامة، منح العالم إمكانية أن نكون معاً، رغم كرب التضاريس، ووعورة المشاعر في كثيرٍ من الأحيان؛ لأن زايد امتلك زمام المبادرة، وتخلق بأخلاق الوردة، وهي ترفرف بوريقات الجمال، وتبث العطر للجهات الأربع، من دون تصنيف، أو تحريف للكينونة البشرية.
في مثل هذه السمات، وهذه الصفات، وهذه الأخلاق السماوية، لا بد أن يحتفي العالم بشخصية ملكت لُباب الإنسانية، بما فاضت به من سمو، ورفعة، وشأن استثنائي، لا تضاهيها فيه شخصية في عالم اليوم، والتاريخ يمتلئ بالشخصيات الكاريزمية التي ملأت الدنيا صيتاً وصوتاً، ولكن اسم زايد يبدو أنه في الحياة، اختزل كل الأسماء في شخصية رجل من هذا الزمان، خرج من بطن الصحراء، مفعم بسماحة الأديان السماوية، مكتمل الصورة الواقعية، وذهب بمبادئه التي تعلمها من حياته الدينية العفوية، ومن علاقته بالصحراء، والصحراء كتاب مفتوح على الكون، الصحراء المحيط المبلل بالرمل، والندى، الصحراء الشجرة الوارفة الظل، الصحراء الفضاء المفتوح على الآخر، الصحراء كلمة منسوجة من حرير الحياة، ومن أنفاس الذين عشقوا المضارب وهاموا بعطر النخلة، وجدائل الغاف، ومن هذه المدرسة العريقة، من هذه الترنيمة العالمية، من هذه المعزوفة الحالمة، استمع زايد الخير إلى تغريدة الطير، فحلقت أسماعه الشعرية المرهفة، وطافت قريحته الفذة عوالم الشعر، كما ذهبت في عميق الفطرة الإنسانية، الأمر الذي جعل زايد الزعيم، كما هو زايد الشاعر، وزايد الإنسان، هذا الثلاثي في الثيمة الموضوعية لشخصية فاقت السمع والبصر، جعل من زايد اليوم، الإرث، والتاريخ، والقصيدة بوزن الصحراء وقافية البحر، حيث الموجة توشوش باسم من عبروا الخليج العربي، وصولاً إلى مفاتيح الوجود، واستمراراً في العطاء بلا حدود، والمعيار فقط أنه زايد الذي خلق ليعطي، ويبذل كما أنه الشمس التي تستدير على رؤوس البشرية، لتضيء السماء، بأهداب الذهب.
ارث زايد اليوم وغداً وبعد غدٍ، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، سيكون هذا الإرث ناصعاً في عيون الأبناء الأبرار، وعيال زايد، الذين يحملون هذا الاسم، كمصباح يدل الجميع إلى منابت الخير، ومنابع العطاء.
إرث زايد العلامة الفارقة في صناعة الفرح، ورسم الصورة الناصعة في عيون الناس أجمعين، إرث زايد، كلمة تحمل في الطيات معجماً بأكمله؛ لأنه فقط زايد.
إرث زايد يستمر في التنوير، ومنح العقول قناديل للرؤى، وللقلوب يمنح الحلم البهيج، والأرواح تحمل في الوشائج شفافية الغيمة الممطرة.
فشكراً للأوفياء، وشكراً لعشاق العطاء.