من جديد، تبرز بلادنا دولةً فاعلةً وقادرةً على إحداث التغيير البنّاء الذي يسهم في خدمة البشرية، ويرتقي بواقع المجتمعات، وتغيير حياة الناس للأفضل.
نقول ذلك، ونحن نتابع فعاليات «القمة العالمية للحكومات»، والتي تحظى بمشاركة دولية قياسية، حيث يستشرف العالم مستقبله انطلاقاً من الإمارات، ويسطر من على أرضها استراتيجياته ورؤاه لسيناريوهات حكومية جديدة، تتعامل مع تحديات المستقبل، وتحقق الخير للشعوب.
أكثر من 30 رئيس دولة، و140 وفداً حكومياً يضم 400 وزير، إضافة إلى 200 جلسة رئيسية حوارية وتفاعلية يتحدث فيها 300 شخصية عالمية، علاوة على 30 اجتماعاً بحضور أكثر من 400 وزير، فضلاً عن 21 منتدى عالمياً، يلتئمون في الإمارات في أكبر حراك حكومي عالمي لوضع الاستراتيجيات والخطط المستقبلية في أهم القطاعات الحيوية التي تهم البشرية.
دلالات كثيرة تحملها القمة، في مقدمتها: ذلك الالتزام الإماراتي الدائم بالعمل على تطوير رؤية عالمية موحدة لاستشراف التحديات المقبلة، واستكشاف الفرص، بما يضمن تحقيق المستهدفات التنموية في مختلف المجتمعات، ويعزز ثقة الأجيال الجديدة بالمستقبل.
أما ثاني الدلالات، من وجهة نظرنا، قدرة بلادنا على حشد جهود الحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية من أجل مواجهة التحديات التنموية والقضايا المُلحة التي تشغل العالم، في ملمح من ملامح قوتنا الناعمة، وقد اكتسبنا سمعة مرموقة، ورسّخنا موقعنا وجهةً عالميةً للحوار، ومنطلقاً للتفكير الإيجابي والتعاون المشترك.
ملمح آخر لا تخطئه عين، وهو الاهتمام الدولي المتزايد بالتجربة الإماراتية، والتي ينظر إليها بأنها تجربة ملهمة وجديرة بالتأمل، خاصة بعد أن قطعت مسافات بعيدة في سباق التميز وفق رؤى جريئة شكّلت منهجية عمل، وانطلاقاً من يقين عميق بأن أي حلم قابل للتحقيق، وألا شيء مستحيل.
فخورون بدور ومكانة بلادنا عاصمة حضارية، ومرجعاً عالمياً للحكومات والدول، ومنصة تجمع العقول وأصحاب الأفكار الإبداعية، وصُنّاع القرار من أنحاء الدنيا.
وكل الشكر لقيادتنا الرشيدة، التي صنعت برؤاها منجزات حضارية تليق بتطلعات شعبنا، وجعلت من بلادنا نموذجاً عالمياَ للحكومات، وأثبتت للجميع أن وراء كل دولة ناجحة سر كبير يكمن في الشغف المتجدّد بالمستقبل وصناعته، والتفكير خارج الأطر التقليدية، ومن قبل ذلك كله، الإرادة والإدارة.