قبل البدء كانت الفكرة:
صباح أول رمضان الفضل والخير والبركة، يزعجونني أولئك الناس الذين يعتقدون أن كل شيء له مرجعية في الثقافة العربية، صحيح هناك الكثير، ولكن ليس بالمجمل، فليترك هؤلاء عنهم الحديث من دون حجة ولا كتاب مبين، فأنا الآن الجالس يكتب، يمكنني أن أعطيك بعجالة، ومن رأسي عشرين مثلاً على التلفيق، حيث يمكنني أن أرجع كلمة موقف أو متنزه «Park» في الإنجليزية، وأدعي أنها عربية منتحلة من بركت الناقة أي توقفت وعقلت، واستراحت بعد ممشاها ومرعاها، وكلمة اللون المطفئ غير البرّاق اللامع في الإنجليزية «Mat color» منبتها من كلمة موت، وهي انطفاء البريق والحياة في وجه الإنسان.. وهكذا من هالخرابيط!
خبروا الزمان فقالوا:
- هناك معارك لا يصلح أن يكون معك أحد فيها، عليك خوضها بمفردك.
- خجلت من نفسي عندما أدركت أن الحياة حفلة تنكرية، وأنا حضرتها بوجهي الحقيقي. فرانز كافكا
- أصعب أنواع الخيانة أن تخونك صحتك، أما الباقي فهي روايات تافهة. شكسبير
تجليات العربية:
من معاني الخال؛ أخو الأم، والشامة السوداء، والسحاب الذي لا يخلف مطراً، واللواء في الخميس أو الجيش، وضرب من البرود والعباءات، والخال ما توسمت فيه خيراً، والخال داء كالظلع والعرج يكون في رجل الدابة، والخال البرق والغيم، وخال تكبر، وخال أهله، تدبر أمورهم، وخال الشيء على الشيء، ناسبه ولاق به. يقول الشاعر علي بن التهامي:
حقُّ الليالي البيض قسمُ سوادها
خالاً وخالاً لخدودها.
ومن أمثال العرب؛ «حال الجريض دونَ القريض»، والجريض هو الغصة، والقريض،
الجرّة، أي حالت الغصة دون ما في الجرّة، والرجل مات جريضاً أي مغموماً محزوناً.
من كل واد حجر:
- مخدر «المورفين» سمي على اسم آلهة الأحلام عند الإغريق.
- «جراهام بل» مخترع التليفون، كان يعمل مدرساً للصم والبُكم.
- أكبر مجاعة حدثت في العالم، كانت في الصين عام 1877م، حيث راح ضحيتها 9 ملايين ونصف المليون من البشر.
- وضع الشوكة والسكين بشكل متقاطع في الصحن، أول ما ظهرت، كانت في إيطاليا في القرن السابع عشر، على يد النبلاء، وهي تعني اليوم أن الضيف قد شبع من الأكل، ولكنها في الأصل كانت تشكل وضع الصليب، وهي دليل شكر نعمة الرب.
أشياء منا.. وعنا:
نقول في عاميتنا وهي فصيحة؛ نقز بمعنى قفز مذعوراً أو وثب مرتعداً من المفاجأة، ونقول؛ قَزّت نفسي من الشيء، أبته، ومن الطعام عافته، ونقول؛ الفخفخة، رجل يحب الفخفخة، رجل يفاخر بالباطل ويتعاظم بما ليس فيه، ولا هو أهل له، وأصلها من فخفخ الرغيف، إذا انتفخ في مخبزه، ونقول؛ ماع الشيء أو الشخص، أصبح غير مناسب، وتغيرت طبيعته، ماع الطعام أو الشراب، أصبح غير مقبول في طعمه، وشخص مايع، لين لا يتمتع بصلابة الرجال، قليل الحياء، وماع السمن ذاب وسال.
ومن أمثالنا، وهي فصيحة؛ «دامها تهرّ، تراها ما تضرّ» أي القطة التي تكثر من الهر، لا تنفع في صيد الفئران، ويقابله المثل «جعجعة بلا طحن».
محفوظات الصدور:
الغضي بو طرف نعّاسي لي زهى دَلّه مع إذهوبه
لي رماني بعين جرّناسي ما خطاني سهمٍ رموا به
لي وداده بانيٍ ساسي في الحشا وأمشيّد إطنوبه
(عفراء بنت سيف المزروعي)
ناهبني نورك الواري والجبين وخردّ أسلوبك
عقد حسنك صاغه الباري حلو من رأسك إلى جعوبك
(راشد الخضر)
يشهد الله يا مشاهيدي يوم ثــار وردّ لوقــايـــــه
اصعدت روحي من بعيدي وانـزعج لي يالس أحذايه
حد زين وحــد تقليدي قيس ما تقضي به الحايه
(حسين بن ناصر بن لوتاه)