أحيَت مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، ومركز تريندز للبحوث والاستشارات، الذكرى الخامسة عشرة لرحيل شخصية فذة وأحد رجالات هذا الوطن الغالي، ورمز من رموزه في العطاء والإنسانية والتنمية والاستثمار، الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان، رحمه الله، وذلك من خلال حلقة خاصة من برنامج بودكاست «الوثيقة» من إنتاج المؤسسة وبالتعاون مع المركز.
خمسة عشر عاماً على رحيله المبكر، وهو باقٍ في القلوب التي تستذكر دائماً مآثره الطيبة وبصماته الخالدة في ساحات العمل الوطني والمسؤولية العامة والبذل والعطاء الإنساني.
رجل ترعرع في كنف الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ونهل من قيمه ومبادئه في حب الوطن والتفاني والإخلاص من أجله وخدمة الإنسان أينما كان، وكان له أكبر الأثر في تشكيل شخصيته القيادية المعطاء.
وعبر محطات العمل الحكومي كان له أثر كبير في كل موقع عمل فيه وأشرف عليه، بدءاً من جهاز أبوظبي للاستثمار، مروراً بالمجلس الأعلى للبترول، حيث اعتنى واجتهد في تحقيق رؤية القيادة الرشيدة لتنويع الاستثمارات وبناء كوادر إماراتية مؤهلة ومتخصصة في المجال الاقتصادي والاستثماري، وكذلك خلال عمله وكيلاً لوزارة الاقتصاد والصناعة حينها، ولفت الأنظار إليه كرجل اقتصاد ذي نظرة استشرافية وقراءة دقيقة لاتجاهاته.
كما كانت له بصماته الخالدة في ميادين وساحات العمل الإنساني من خلال توليه رئاسة مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وترسيخ قيم ومبادئ زايد الخير في العطاء الإنساني كواجب وأسلوب حياة في دعم الأسر المتعففة ورعاية الأيتام والاهتمام بمشاريع الصحة والتعليم للفئات الهشة والمحتاجة في مختلف أنحاء العالم. وقد عُرف عنه التواضع الجم والبعد عن الأضواء، وترك جلائل أعماله تتحدث عن نفسها بكل إخلاص وصفاء، ومع هذا اختارته بعض المجلات العالمية الشهيرة والمتخصصة كأحد أقوى شخصيات عصره في مجاله.
وقد تشرفت ذات مرة بزيارة المؤسسة الخيرية التي تحمل اسمه وما تقوم به في منطقة عين عتيق بضواحي العاصمة المغربية الرباط، حيث تتولى إنقاذ شباب وشابات من التشرد والضياع بتوفير ليس فقط المأوى والملجأ، بل تعليمهم وتزويدهم بالمهارات الحرفية اللازمة لتمكينهم من الاعتماد على أنفسهم وشق طريقهم في الحياة. وفي ذلك المجمع والمركز الاجتماعي الذي تديره مؤسسة أحمد بن زايد الخيرية، تقرأ في عيون الطالبات والطلاب الدارسين فرحة الأمل الذي يولد داخلهم بفضل من الله، وفضل أبناء زايد الذين تربوا على فعل الخير وإسعاد الآخرين من ذوي الحاجات.
رحم الله الشيخ أحمد بن زايد، وأسكنه جنات النعيم، وجزاه عنا خير الجزاء.