أسدل الستار يوم أمس على واحدة من أهم وأجمل الفعاليات الرمضانية في عاصمتنا الحبيبة، المجلس الرمضاني لحكومة أبوظبي «برزة أبوظبي».
ليالٍ من الفعاليات المتنوعة واللقاءات الجميلة وورش عمل نقلت للحضور بعضاً من الموروث الإماراتي الأصيل والحرف والمنتجات الشعبية، ضمن برامج «البرزة» التي احتضنها أقدم معلم في أبوظبي «قصر الحصن»، وسط منطقة تنبض بالحركة والحياة، وتغمرها شلالات من أضواء الفرح والبهجة.
لمعت في ذاكرتي وصف الرحالة البريطاني الشهير الراحل ويلفريد ثسيجر، المعروف باسم «مبارك بن لندن»، لهذه البقعة عندما توسد الرمال المحيطة بالقصر ذات ليلة في مطلع خمسينيات القرن الماضي، ريثما ينبلج الصباح بانتظار لقاء الحاكم مع مرافقيه سالم بن كبينة وسالم بن غبيشة اللذين عبرا به صحراء الربع الخالي ليدخل التاريخ ضمن أوائل الرحالة الغربيين الذين اجتازوا تلك الفيافي والقفار. وكان قد التقى قبلها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في العين.
بعد أكثر من أربعة عقود على تلك الرحلة التاريخية، وبمناسبة صدور كتابه الجديد المصور «عبور الرمال العربية»، التقيت الثلاثة «مبارك بن لندن» وبن كبينة وبن غبيشة في مجلس الشيخ سالم بن كبينة الراشدي بمنطقة الوثبة، ونشرت اللقاء الصحفي في الملحق الثقافي لصحيفة «الاتحاد» في عددها الأول من يوليو 1999.
اتسمت فعاليات «برزة أبوظبي» بجمالية الغاية السامية التي حملتها في تمتين الأواصر الاجتماعية وتجسيد رؤى قيادتنا الرشيدة لتعزيز الروابط المجتمعية في «عام المجتمع».
تشرفت «برزة أبوظبي» بزيارات رفيعة المستوى لشيوخنا الكرام، تقدمهم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، حيث أكد سموه خلالها «أهمية المجالس في الموروث الإماراتي الأصيل كونها ملتقى اجتماعياً مهماً للتواصل والحوار بين الناس حول شؤونهم واهتماماتهم».
كما زارها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية.
وتشرفت البرزة بحضور سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، وكبار المسؤولين.
لقد حققت «برزة أبوظبي» أهدافها السامية الجميلة بكل نجاح، تمثل في الإقبال الكبير على فعالياتها. نهنئ معها المسؤولين والعاملين في المكتب الإعلامي لحكومة أبوظبي، المنظمين للفعالية، وبانتظار لقاء يتجدد.. كل عام وأنتم بخير.