أهي الفكرة المجللة بحب الحياة وعشق السلام التي جعلت من الإمارات الشريك الأكبر، والأوفر في صناعة الأمن الصافي، والسلام الدائم في العالم.
نعم نقول ونحن نمسك بالحقيقة الدامغة، عندما نرى هذا الدفق للدبلوماسية والمنهمرة كغيث يسقي عشب العلاقات، لتثمر الحضارة العالمية حياة نقية من شوائب الأسئلة الغامضة، وخرائب الصراعات المدمرة، ومصائب الفقر، في عالم يحتاج إلى دولة تمتلك مقومات طرح الإجابات الشافية، وأدوات ردع كل ما يفتك بطموحات الحضارة المعاصرة.
لا يهم أن تضيق بعض الصدور من الحقيقة، فهذا أمر بديهي لأنها صدور تضم بين ضلوعها قلوباً مثل كتل الجحيم لا تتقبل الماء البرد، وفرعون فعل ذلك وجلب جل سحرته وشياطين الإنس ليدحضوا الحقيقة، ولكنهم لم يفلحوا، وكانت نهاية ذلك الفرعون الهلاك، وبقاء الحقيقة ساطعة.
الإمارات تعي ما تفعل، وما تفعله هو وليد وعي نابع من قدرات فائقة على استقصاء الحقيقة واستقطاب الحق، والاتكاء على تجارب التاريخ، وهي المرآة وهي الوجه الحقيقي للقناعات المنبثقة من قلوب صافية، وعقول مرتعها الإدراك بأهمية أن يكون العالم في خلاص من تبعية العقل للأنانية وحب الذات، ولا مناص أن تواجه الإمارات تلك البذور الناتئة في المحيط العالمي، لأن من أراد أن يتصدى للبغي، فلا بد وأن يصمد أمام طغيانه، ويواجهه بالحقائق على الأرض، والحضارات لم تقم على قشة تتسرب على ظهر موجة، بل إنها نهضت، وترعرعت، وبزغت، بفضل وعي الأفذاذ، وإدراك الرجال العظماء بضرورة أن يكون العالم في منأى من هذه الخزعبلات التي تثيرها نفوساً مريضة، وتروج لها دعايات مغرضة، وهدفها الأساسي، (الأنا وما بعدي الطوفان)، وهذا ما يحل اليوم في كثير من دول العالم، ومنها الدول العربية، لأنها ابتليت بهذه الطائفة من البشر الذين يرون في أنفسهم البديل الأوحد لصناعة مجد أوطانهم، بينما الرابع يقول لا، وألف لا، لأن ما يحدث هو تدمير ممنهج لتلك الأوطان التي وقعت تحت طائلة هذه الضغائن.
اليوم نرى في مسيرة الإمارات، وخطواتها الرائعة باتجاه علاقات السلام، وأمن العالم، كل ما يثلج الصدر، ويفتح نافذة واسعة للتفاؤل، ويجعل الحياة تطل على مصابيح الحلم البشري الذي بدأ منذ الخليقة، ولم يزل يبحث عن إشراقة تزيح عنه عتو مجانين الحروب، وعباد الصراعات، وكل لديه حججه، وللأسف في بلدان حباها الله بأنهار، وجنان، ولكنها تنقصها الحكمة، وتفتقر إلى البصيرة.
وهذا يستدعي معايير يحتكم إليها العالم، ولكن لكي تتوافر هذه المعايير، فلا بد من وجود الأخيار الذين يقودون المرحلة إلى شواطئ الأمان، ويحملون على عواتقهم مسؤولية كبح العتمة عن وجوه الناس أجمعين، وهذا ما يحدث في سياسة الإمارات.