صندوق البدايات، حقنة الحياة تطلقها الإمارات، في وجه النكبات العصيبة والتي تعصف بأجساد إخوة لنا في الإنسانية، حيث أفريقيا، أصبحت بعد ردح من زمن الأمراض، تعاني من تلك الأمراض التي تصيب الأمهات، والمواليد، وتودي بحياة الملايين من أولئك الذين صعبت عليهم رؤية النهار من دون غبش المرض.
الإمارات، منذ فجر التأسيس، عنيت بفتح النوافذ، وتوسيع المدى حول العالم، كما آثرت أن تكون باباً مشرعاً، باتجاه القارات الخمس، تتلمس دعوات المحتاجين، وتهمس في آذان المتعبين متخذة قرارها، بألا تدع من يستغيث يرفع صوتاً قبل أن تصله يد الإمارات، فائضة بالحب والحنان، مؤكدة أن سلام العالم واطمئنانه، يبدأ من صفحة أولى في كتاب التكاتف، والتضامن من أجل عافية تضيء سماوات الدنيا، وتنير أرضها، وتجعل من الحياة، نهراً سائلاً، يفيض باخضرار القلوب قبل رونق التراب.
الإمارات منذ التأسيس، كان صندوقها مفتوحاً لأجل الوقوف كتفاً بكتف مع الناس أجمعين، في مشارق الأرض ومغاربها.
وبفضل القيادة الرشيدة، وعطائها الذي لا ينضب معينه، أصبحت اليوم مركز الدائرة في العالم، ومحور الكون، وجوهر الحياة، هذا وقد جسرت تلك الخطوات النبيلة الرسو إلى المبتغى، والمبتغى هو الإيمان بأن العالم واحد، وما التضاريس إلا سطور في صفحة الرواية الواحدة، وما طرائق السياسة والاقتصاد، والثقافة، إلا فصول في ديوان واحد، هو ديوان الحب الكبير الذي يجمع أمماً في بوتقة التحالف ضد شيطان الفرقة والغضب الجاهلي الذي يمتطيه عشاق الكراهية، وأرباب التزمت، والتعنت.
واليوم ينطلق صندوق البدايات باتجاه أفريقيا، القارة الشاسعة، التي أصبحت بحاجة ماسة إلى أيادي عشاق الأحلام الزاهية ومحبي موائل السكينة، والطمأنينة، هؤلاء هم عيال زايد الخير، طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته، هؤلاء هم نجباء الأمة، الذين ما إن يئن مريض، إلا سارعوا لمساعدته، ولا يصرخ متألم، إلا هبوا لنجدته، ولا يستغيث مسغب، إلا تداعوا إليه، يخففون من تعبه، ويرفعون عنه الضنك. وهكذا تبدو الإمارات في العالم منارة لطف، وعطف، وسقيفة عطاء تذهب العناء، وتطرد الشقاء، وتكفكف دموع المعوزين، وتحمي حياة المحتاجين، وتضيء سبل التائهين وتشعل في كل زقاق شمعة، وفي كل بيت تزرع وردة، حتى أصبحت اليوم بلادنا، علامة على هامات النجوم، وقامة يستقيم بها عبق الغيوم، والقافلة مستمرة، والركاب تجوب التضاريس مندمجة في العالم، بمنطق التساقي، ورؤية التلاقي، منسجمة مع أقوال القائد المؤسس، بأننا أبناء الأرض، والأرض أمنا، وعلينا ألا نتوقف عن بذل المزيد، من أجل عافية العالم، والقيادة الرشيدة مؤمنة بأن صحة العالم، لا تتجزأ، فشكراً للأوفياء، شكراً لأهل الخير، وجذوره وبذوره.