التزام إماراتي يتجدد بمد يد العون والمساعدة والدعم اللازم لتحسين حياة المجتمعات، وبالأخص في الدول التي تعاني من ضعف الموارد والمرافق والمنشآت والخدمات الصحية.
فخلال استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في قصر البحر مؤخراً، الداعمين والشركاء في مبادرة «صندوق البدايات» لتحسين صحة الأمهات والمواليد الجدد وتقليل نسبة الوفيات بينهم في أفريقيا، والتي أطلقتها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني بالتعاون مع شركائها، حرص سموه على توجيه الشكر لهم، مشيراً إلى أن المبادرة تأتي في إطار نهج دولة الإمارات الداعم للصحة في أفريقيا، من منطلق إيمانها بمحورية موقع الصحة ضمن منظومات التنمية في المجتمعات. وأكد سموه أن الدولة حريصة على التعاون مع شركائها في تعزيز الصحة ومواجهة الأمراض في العالم.
مبادرة إنسانية رفيعة تنبع من بحر العطاء الإنساني الإماراتي المتعدد الروافد، والذي يتجلى معه الإرث والنهج الذي رسمه الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الرجل الذي كان يرى سعادة الإنسان في سعادة من حوله، دون تمييز للون أو عِرق أو معتقد. وكان يتابع أعمال المؤسسات الخيرية والإنسانية الإماراتية، وهي تنشر وتنثر خير وعطاء وجود الإمارات في مختلف أصقاع الأرض، فكانت لبلد «زايد الخير» بصمات ناصعة في بقاع شتى. وقد وضع ذلك النهج والإرث دولة الإمارات في صدارة مؤشرات أكثر دول العالم تقديماً للمساعدات الإنسانية والإنمائية على حد سواء.
لقد أسهمت المبادرات الإماراتية الإنسانية المتنوعة في مساعدة العديد من المجتمعات على القضاء على عدد من الأمراض التي كانت تعصف بها، وبتطلعاتها لتوفير الحياة الصحية لأفرادها، خصوصاً الأطفال والنساء.
ويسجل التاريخ، بكل التقدير، الإسهام الإماراتي الكبير في دحر مرض شلل الأطفال في كل من أفغانستان وباكستان، وكذلك الدور الكبير لمبادرة «الميل الأخير» في التصدي للعديد من الأمراض في أفريقيا.
مبادرة «صندوق البدايات» كانت قد أطلقتها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني، التي تتبع مؤسسة إرث زايد الإنساني، والتي يرأس مجلس أمنائها سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، وذلك خلال فعالية أُقيمت في مستشفى كند بمدينة العين، الذي نُقش اسمه في ذاكرة أبنائها، حيث كانت البدايات المتواضعة للخدمات الطبية فيه، قبل أن تشهد البلاد ظهور مدن طبية ومنشآت صحية عالمية المستوى. وقد قدمت مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني دعماً مالياً بقيمة 125 مليون دولار للصندوق والمبادرات الداعمة له.