الوطن دائرة عملاقة، مركزها الأسرة، هذه النقطة المحورية هي العين التي تسكن الشمس، وهي الشفة التي تنطق من خلالها الموجة، ليشيع البحر همس الزعانف عند اللجة الزرقاء. في الإمارات تبدو الأسرة هي الشريان وهي المكان الذي تستنشق فيه الفراشات عبق الورد ولونه الزاهي.
في الإمارات تحظى الأسرة، بمكانتها، وقيمتها، وشيمتها، تحظى بلمسة الود، وهمسة السد، وتحظى بالاهتمام بإلمام، وانسجام، مما جعلها اليوم تبزغ في سماء الدنيا كقافلة محملة بزاد الإنسانية، وراحلة تفيض بحنان العلاقات بين البشر، وفي الإمارات تتميز الأسرة بأنها تسكن مقلة الوعي لدى القيادة الرشيدة، وتسير في الدُنى، حافلة ببهجة الخواطر، وبريق العيون، صافية، متناهية في العظمة، لأن الأولوية هي الأسرة، ولأن الجوهر هي تلك الدائرة المستقيمة باتجاه المدى، الذاهبة فيضاً إماراتياً لا يشبهها إلا هي، هذه هي الأسرة في بلد وجد في كتابها عنواناً عريضاً اسمه أب يحتوي وأم تحتضن وأبناء كما هي الأنامل، تخط ملامح الصورة البهية، لمجتمع قوي الأواصر، متين البناء، يقدم للعالم نموذجاً للعلاقات بين البشر، ومثالاً يحتذى به لحنان كأنه النسيم يسري في العروق، ويتسرب وعياً في ضمير الوالدين، ومنهما يذهب بعيداً في التاريخ حتى أصبحت الإمارات اليوم دولة تبنى بحرير الحنان، وتنسج قماشة أسرتها من خيوط الشمس، وعيون أبنائها نجوم تحرس التاريخ وتحمل الجغرافيا على أكتاف وعيها، بأن الوطن شجرة نحن الذين نضع الثمرات على أغصانها، ونحن الذين نفتح الجداول كي تروي جذورها.
في الإمارات تبحر سفينة التاريخ محملة بكتاب الأسرة التي تسكن قلب المكان، ووجدان الإنسان، أسرة لها في العادات ترنيمة، وفي التقاليد تغريدة، وفي القيم موال يسري في الليل فيجعله وشاحاً من مخمل، ويمضي في النهار فيكون معطف الانضواء في كينونة الناس الأوفياء، وعباءة مضمخة بعطر وسبر الأولين الذين كتبوا السطر الأول لرواية أسرة إماراتية، عبقت البحر بعرق الذين أبحروا ليبقى الوطن بين العباب شجرة سامقة، ويكون الإنسان ربان حلم الأبدية. الأسرة في الإمارات، تقتعد اليوم كرسي الفخر، وتستقر عند شغاف الغيمة، لأنها ملكت الألباب، واستحوذت على الحب، كل الحب من قيادة آمنت بأن الأسرة هي مفتاح منازل المستقبل، وهي بابه، وسؤاله وجوابه، الأسرة في رؤية القيادة الرشيدة، هي الفصل والفاصلة، هي الرحلة والراحلة، هي الماضي، والمستقبل والأيام المقبلة، هي السلام والوئام، وهي الأحلام المبجلة، الأسرة في قلب القيادة الرشيدة دم الوريد وما جاش بين الضلوع من كلمات جزلة، هي كل ذلك، وفي كل ذلك تكمن أسرار الفكرة المبدعة، وما تلاها من بناء وطن المعجزات، والجهود المذهلة.
اليوم في الإمارات تهنأ الأسرة بواقع يتمشى بين الرموش، كأنه الفراشة تشتم رائحة العطر من وردة العطاء، ومن نسق الوفاء، وهكذا تمضي قافلة الأيام والأسرة الإماراتية بعافية، وفرح، أسرة تطوقها سواعد تحرس مصيرها، وتحتوي طموحاتها، وتطلعات أهلها.