يُسدل الستار اليوم على واحدة من أكبر وأنجح دورات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، بعد عشرة أيام من الأنشطة المتميزة. وكانت فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين من المعرض قد انطلقت برعاية كريمة من لدن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وافتتحها رسمياً سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية.
المعرض، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة، انطلق هذا العام تحت شعار: «مجتمع المعرفة… معرفة المجتمع»، وشهد مشاركة غير مسبوقة، تمثلت في وجود 1.400 جهة عارضة من 96 بلداً، وقدّم برنامجاً متكاملاً تضمّن 2.000 فعالية ونشاط. عشرة أيام من الفعاليات والندوات المتنوعة جعلت من روّاد هذا العرس الثقافي الجميل في سباق للتنقّل بين فعالياته الثرية والمزدحمة.
لفت نظري في المعرض الركن الجميل، الأنيق، والمميز لمؤسسة «بحر الثقافة» ومشاركتها النوعية، التي تضيف جديداً دائماً إلى فعالياته وتثري ريادته. وكانت هذه المرة المشاركة الثانية عشرة للمؤسسة في المعرض، والتي تزامنت مع احتفالاتها بمرور عشرين عاماً على ظهور الفكرة وتأسيسها، وقد أصبحت من رموز الحراك الثقافي في الإمارة.
وكانت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان صاحبة أول مجموعة لقراءة كتاب، مما مهّد الطريق لظهور المؤسسة، التي وصلت إلى هذا المستوى الرفيع من التوسّع الثقافي والمعرفي، بفضل المتابعة الاستثنائية المتواصلة من الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، والشيخة شيخة بنت محمد بن خالد آل نهيان، والشيخة ميثاء بنت محمد بن خالد آل نهيان.
وما يميز «بحر الثقافة» أيضاً أنها تسلط الضوء على مواهب وقامات ثقافية إماراتية وعربية وعالمية، وتنفتح على مختلف الثقافات والفنون، وتؤكد في الوقت ذاته حرص واهتمام المرأة بإغناء هذه الجوانب الفكرية، لتزهر تقارباً ومعرفةً وعلماً. كما أنها تحمل بعداً نوعياً، كونها مبادرة من جهة خاصة تختلف عن الأطر الرسمية الحكومية التي نعرفها.
سعدت وتشرفت بمتابعة برامج المؤسسة بصورة شبه يومية على امتداد أيام المعرض. كما تشرفت سابقاً بأن أكون متحدثاً في ندوة لها في دورة سابقة من المعرض، حول «الإعلام التقليدي» ومواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يهيمن الجدل اليوم على الساحة حول دور الذكاء الاصطناعي في الإعلام والعمل الإبداعي إجمالاً.
شكراً لمؤسسة بحر الثقافة على هذا الزخم من الأنشطة النوعية والمتنوعة، وشكراً لمركز أبوظبي للغة العربية على التنظيم الرائع، الذي يجعل من دورات معرض أبوظبي الدولي للكتاب دائماً ذكرى جميلة لعشّاق الثقافة والكتاب.