تطل علينا اليوم مناسبة وطنية عظيمة، تعد محطة مفصلية مهمة في تاريخ الإمارات الحديث، وهي ذكرى يوم تاريخي اتخذ فيه الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه المؤسسون حكام الإمارات أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، طيب الله ثراهم، قراراً تاريخياً بتوحيد القوات المسلحة تحت راية واحدة وعلم واحد في ظل الدولة الاتحادية الوليدة.
تحل اليوم الذكرى التاسعة والأربعون لذلك القرار التاريخي الذي عزز دولة الاتحاد، ورسخ تجربتها. ومنذ ذلك اليوم، شهدت وتشهد قواتنا المسلحة عمليات تطور وتطوير مستمرين، برؤية قيادتنا الرشيدة ممثلة بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، القائد الذي أشرف وتابع مراحل تطورها، حتى أصبحت اليوم في مصاف أقوى جيوش العالم وأكثرها جاهزية عُدّةً وعَتاداً.
وأصبحت القوات المسلحة الإماراتية، إلى جانب دورها المهم كحارس أمين على منجزات ومكتسبات الوطن والذود عن حياضه، شريكاً فاعلاً يُعتمد عليه في دعم السلام والاستقرار في المنطقة والعالم. وقد تابعنا مشاركتها الفاعلة في قوات الردع العربية، ومعركة تحرير الكويت، وترسيخ الاستقرار ضمن مشاركاتها الدولية في كوسوفو، والصومال، وأفغانستان، وأينما نادى الواجب الإنساني، فقد كانت السند والمعين لإيصال المساعدات الإنسانية للعديد من المجتمعات المنكوبة بالكوارث والحروب. تجسّد بذلك حلم الوالد المؤسس زايد الخير في بناء قوات مسلحة متطورة، تكون عوناً وسنداً للشقيق والصديق، انطلاقاً من قيم الخير والتضحيات التي يتحلون بها، والتي أصبحت مكوناً أصيلاً في عقيدتهم العسكرية، لخدمة كل محتاج، وتوفير كل المقومات لمساعدة المجتمعات المحتاجة، ودعم المؤسسات الخيرية الإماراتية وهي تنقل جود الإمارات لتلك المجتمعات. إنها مهام الخير من بلد زايد الخير.
كما أن قواتنا المسلحة توسّعت في مجالات وميادين التعاون مع غيرها من جيوش الدول الشقيقة والصديقة، من خلال المناورات المشتركة، وغيرها من اتفاقات التعاون وتبادل الخبرات.
وبالرؤية الثاقبة لصاحب السمو رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، دخلت الإمارات مجال الصناعات الدفاعية، التي وصلت اليوم إلى مجالات متقدمة للغاية من التقنيات المتطورة والدقيقة، وأصبحت لاعباً مؤثراً في هذا القطاع، وتتميز مشاركاتها في المعارض الدفاعية العالمية بإضافات نوعية متميزة، جعلت لاسم الإمارات صيتاً دولياً رفيعاً، وعنواناً للثقة والمصداقية.
وفي ذكرى السادس من مايو، نرفع أسمى التهاني والتبريكات، مقرونة بالشكر والامتنان والفخر والاعتزاز، لكل فرد في قواتنا المسلحة، متمنين لهم المزيد من الرفعة والمنعة في خدمة الوطن في ظل «بو خالد» وإخوانه الميامين، ونترحم على شهدائنا الأبرار من أبطال القوات المسلحة وشهداء الإنسانية. حفظ الله الإمارات، وأدام رايتها عالية شامخة في ساحات المجد والبطولات.