تحلّق التجربة التعليمية في الإمارات نحو آفاق جديدة وغير مسبوقة مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، إدخال مادة الذكاء الاصطناعي في مناهجنا الدراسية.
واعتبر سموه أن هذه الخطوة المتفرّدة تأتي «ضمن خطط دولة الإمارات طويلة المدى في إعداد الأجيال القادمة لمستقبل مختلف.. وعالم جديد.. ومهارات متقدمة». ولذلك، «اعتمدت حكومة الإمارات المنهج النهائي لاستحداث مادة الذكاء الاصطناعي في كافة مراحل التعليم الحكومي في دولة الإمارات، من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر، بدءاً من العام الدراسي القادم بإذن الله».
وحرص سموه على الإشادة بدور وزارة التربية والتعليم وتقدير جهودها في تطوير المنهاج الشامل، مؤكداً أن «الذكاء الاصطناعي سيُغيّر طبيعة الحياة التي يعيشها العالم».
وقال سموه: «هدفنا تعليم أطفالنا وأجيالنا الفهم العميق للذكاء الاصطناعي من الناحية الفنية، وترسيخ وعيهم أيضاً بأخلاقيات هذه التكنولوجيا الجديدة، وتعزيز فهمهم لبياناته، وخوارزمياته، وتطبيقاته، ومخاطره، وكيفية ارتباطه بالمجتمع والحياة».
وأضاف، أن «مسؤوليتنا هي تجهيز أطفالنا لزمن غير زماننا، وظروف غير ظروفنا، ومهارات وقدرات جديدة تضمن استمرار زخم التنمية والنهضة في بلادنا لعقود طويلة قادمة بإذن الله».
كما أكّد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، رئيس مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع، أن «إدراج مادة الذكاء الاصطناعي في مناهج التعليم العام خطوة استراتيجية تعكس رؤية دولة الإمارات لمستقبل التعليم، واستعدادها المتواصل لصناعة أجيال تمتلك أدوات الغد منذ اليوم، فالعالم من حولنا يتغيّر بسرعة غير مسبوقة، والتكنولوجيا أصبحت لغة العصر ومحرك التنمية».
وأضاف سموه: «من هذا المنطلق، تحرص دولة الإمارات على تمكين الطلبة من امتلاك فهم عميق لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ليس فقط من الناحية التقنية، بل أيضاً من حيث الوعي الأخلاقي والثقافي، والتعامل المسؤول مع هذه التقنية».
وقوبلت هذه الخطوة المواكبة للمستقبل وأدواته بترحيب واسع، وتابعتها وزارة التربية والتعليم باعتماد منهج تعليمي جديد لمادة الذكاء الاصطناعي، حسب القرار السامي، يتضمن سبع وحدات تعليمية مصممة خصيصاً لكل مرحلة عمرية، وتشمل مجالات: المفاهيم الأساسية للذكاء الاصطناعي، والبيانات، والخوارزميات، والبرمجيات، والوعي الأخلاقي، والتطبيقات الواقعية، والابتكار، وتصميم المشاريع، والسياسات، والارتباط المجتمعي.
كما أعلنت الوزارة أنها ستوفر أدلة تعليمية للمعلمين تتضمن «خطط دروس جاهزة، ونماذج وأنشطة يمكن تكييفها وفق طبيعة البيئة الصفّية، بما يسهم في تسهيل عملية التدريس وتحقيق أعلى مستويات التفاعل والفهم لدى الطلبة». إنه سباق الإمارات المتواصل مع المستقبل.