بكثير من الاعتزاز، طالعت خبر منح «جائزة خليفة التربوية»، سموَّ الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، «لقب الشخصية التربوية الاعتبارية»؛ تقديراً لإسهاماته البارزة في دعم وتطوير التعليم محلياً وإقليمياً ودولياً.
مسوّغات كثيرة وراء هذا الاختيار، لعلّ أبرزها: ما يمثله سموه من حضور لافت في قلوب الأجيال، بما له من جهود واضحة في سجل الإنجازات، جعلت منه مثلاً أعلى لكل الشغوفين بالإمارات، يرون فيه مستقبلهم وعزيمتهم وإرادتهم ونهضتهم.
ولا يخفى على متابع، الالتزام القوي لسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نحو هويتِنا، ورهانُه الكبير على دور الثقافة في الحفاظ على مكوناتنا الحضارية وتنمية فاعليتها في ترسيخ بناء مجتمع المعرفة، وتوسيع آفاقه، واستيعاب تجلياته.
كما لا تخفى نظرته المتعمّقة والدقيقة، وفلسفته في الحياة، وفي الإدارة، وفي خدمة الوطن برؤية واضحة، تنطلق من تجربتنا الخاصة، التي مثلت العملية التربوية أحد مكوّناتها، بما حوته من وسطية وانفتاح واتزان وعقلانيّة.
استطاع سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان أن يرسمَ في مخيلة كلّ من عرفَه صورةً واضحةَ المعالم للإنسان الإماراتي، بقيَمِه الحضارية والإنسانية الراقية، التي استقاها من مدرسة زايد، تلك المدرسة التي تجري دماؤها في عروقه، وتتجلّى دوماً في تعاملاته وجولاته وزياراته.
ولأنّ الرجال يُعرفون بهمّتهم، وبعزمهم، فإنه يعرف جيداً كيف يمنح كلَّ من يتعامل معه الكثير من الطاقة الإيجابية على تحدي الأرقام وصناعة الواقع المحفز لمزيد من الإنجازات.
ولأنه مسكون بحب هذه الأرض، فهو مثال للثقة والوفاء والإخلاص والقدوة والمعاني الجليلة.. يحمل الود في حديثه، بينما يقطُرُ النّقاء من سجيّته، ليثمرَ حباً ويمنحَ أملاً ويبني له في كل قلب بيتاً، وهي أمور جديرة بتأمّل الأجيال.
ولذلك، فإننا نرى أن اختيار الجائزة لسموه يعني فتح صفحة جديدة على المستقبل الذي يُعبِّر عن جوهر نهضتنا الشاملة، ومرتكزاتها التنموية والعلمية والثقافية في سياق مشروعنا الوطني بكل أبعاده الحضارية.
بمنح الشيخ هزاع بن زايد لقب «الشخصية التربوية الاعتبارية»، فإن الجائزة عازمة على وضع بصمة جديدة في شخصية أبنائنا، وصنع الفارق لدى الأجيال المتجهة نحو المستقبل، الذي لا مجال فيه لأي فراغ في مشهدنا العلمي والثّقافي والمعرفي؛ ما يعني بالمحصلة ترسيخ مكانة أبوظبي خاصة، والإمارات عامة، حاضرةً ثقافيةً ومنارةً معرفيةً.
ومع هذا الاختيار، تتجدّد الرسائل الحضارية والإنسانية التي كتبتها يد الإنسان الإماراتي، لكنها هذه المرة بتوقيع هزاع بن زايد، أحد أبرز عناوين مجدِنا، وأحد مصادرِ فخرِنا وعزّنا.