عندما يحتفي الوطن برجل بهامة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين، تنثر السماء نجومها على الأرض، والغيمة تفتح جداولها على أعناق الأشجار، والعشب القشيب، يرتشف من قيم مجتمع تأسَّس على الوفاء، وشُيّدت أركانه بثوابت الولاء، وعمدت جدرانه بأسباب الانتماء، وأن يكرَّم هزاع بن زايد، فإنما هو تكريم للإنسانية، وللقيم، والأخلاق التي يحظى بها رجل كرّس حياته لأجل الإنسان، ولأجل رسم السعادة على محيا كل مواطن، وكل مقيم، لأن الشيخ هزاع بن زايد، عاصر، ورافق، الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته، ذلك الاسم الرمز، والنموذج في حياتنا، وذلك المثل الأعلى لكل إنسان سماته القيم الأخلاقية العالية. واليوم عندما يكرَّم سمو الشيخ هزاع بن زايد، فإنما يُكرَّم الوطن، وتُكرَّم الأخلاق، والقيم، والتضحيات، والتفاني، فهو رجل سار على درب العطاء منتمياً إلى أسرة، تشرّبت العطاء سلوكاً، ومارست البذل، إيماناً، وكرست الفضيلة عملاً ولا يمكن أن يذكر اسم للنبل، إلا ويتجلى اسم هزاع بن زايد كعلامة فارقة في الأداء الأخلاقي فهذه هي سجايا عيال زايد، وهذه عوالمهم الحضارية، والتي أصبحت اليوم منهجاً، ونظاماً قيمياً ينبغي أن يدرس، وأن يحفظ، في ذاكرة الأجيال، ويكرّس في مخيلتهم كأقانيم راسخة وقوانين ثابتة، وأحلام زاهية لها في العرف، والتقاليد، والعادات ما يجعلها حقيقة لا يمكن للتاريخ أن يمر في مضايقها، إلا ويكتب عن سيرتها، ويسجل ثوابتها. 
سمو الشيخ هزاع بن زايد عمل في منظومة الأسرة الحاكمة، كعلم من أعلام التربية الأخلاقية في وطن نشأ، وترعرع، وتفرعت أغصانه مرتوياً من جداول هذا العطاء، مرتجفاً، من عذب ما تسديه ملكة العقل التي تميَّز بها الشيخ هزاع بن زايد، واتسمت به شخصيته الكاريزمية الواثقة، الثابتة، الراسخة في وجدان كل مواطن الملتحمة بذاكرته، كأنها الشمس في بطن السماء، وكأنها النجمة في تلافيف الزمن، وكأنها الغيمة في أحشاء الفكرة السماوية. 
تكريم الشيخ هزاع بن زايد، هو تكريم لعشاق الحياة، تكريم لأولئك الذين نسقوا أزهار الحلم في حقول التربية والتعليم، وتهذيب أغصان الشجرة العملاقة، شجرة الوطن. 
تكريم الشيخ هزاع بن زايد، هو تثبيت لقاعدة، أن كل من يقدم للوطن بصدق، تفانٍ، وإيثار، وتضحية، لابد أن تعانق مشاعره هذه الأيادي السخيّة في عطائها، وولائها، وبذلها.
ونحن إذ نقرأ هذا الخبر، ونغوص في التفاصيل، وفي الغضون، وفي المتون، إنما نشعر بالفرح لأن وطننا يقف دوماً إلى جانب الرجال الأفذاذ، والذين يعطون من غير حساب، وأسخياء من دون التفاتة، ولا انتظار، إنما عطاؤهم هو من نسج ضمير تربى على مد الجسور واسعة باتجاه المدى، حيث الوطن العزيز يسكن هناك، أمنياته تتربع على عرش الأفق، مطمئناً، آمناً، لأن الأبناء يتآزرون المواقف المشرفة في كل موئل ومكان، وميدان، لأن الأبناء يفصحون عن أنفسهم دوماً بالمشي على حرير العمل الوطني بكل وضوح، وصرامة، وحزم، وجزم، ولأن الأبناء قادمون دوماً إلى المستقبل وفي عيونهم وبين الرموش يسكن إنسان، له في الوطن جذر، وسبر، وخبر، وسمو الشيخ هزاع بن زايد، رمز من رمز تألق منذ شبابه وتدفق بذلاً كما هو النهر المعطاء.
 واليوم يأتي التكريم، يأتي التقدير من لدن حكومة رشيدة تعرف جيداً معنى العطاء، ومعنى التكريم الذي يصادف أهله.