أستخدم يومياً - كما غيري من سكان الضواحي الخارجية - طرقاً سريعة في الوصول إلى جزيرة أبوظبي، بحكم تركز المصالح ومراكز الأعمال فيها، وهي طرق مقامة وفق أرقى المواصفات والمقاييس العالمية. وفي كثير من الأحيان، تجد أن حركة السير قد تعطلت عند مناطق لا تتوقعها، وبالذات عند مناطق «عنق الزجاجة»، قبل أن تكتشف أن سبب الازدحام والتكدس المروري مجرد حادث بسيط من تلك الحوادث التي دعت شرطة أبوظبي مراراً وتكراراً إلى تحريك المركبات المتورطة فيها، وتذكّر دائماً بالمخالفات التي تترتب على عدم إبعادها حتى لا تتأثر حركة السير، وطلب المساعدة من مركز القيادة والتحكم في شرطة أبوظبي.
ولكن يبدو أن الرسالة لم تصل بعد إلى الفئات المستهدفة، أو أن كثيراً من السائقين لا يتوقفون عندها إلا بعد مخالفتهم.
وقد بثّت شرطة أبوظبي مؤخراً عبر منصاتها الرقمية مقاطع مصوّرة لحوادث مرورية بسيطة بين مركبات، لم يقم أصحابها بتحريكها من الطريق. وجددت دعواتها للسائقين الذين يتعرضون لها لتحريكها إلى خارج الطريق، وأقرب موقف آمن، تجنباً للمخالفة المرورية، ولإفساح المجال للمركبات الأخرى، واستخدام تطبيق «ساعد» لتخطيط الحادث.
أمثال هؤلاء السائقين لا يدركون أن عدم تحريك المركبات المتسببة أو المتضررة في تلك الحوادث البسيطة يعرّضهم لمخالفة قيمتها ألف درهم واحتساب ست نقاط مرورية، وأن عملية التخطيط للحادث تتم باستخدام تقنيات متطورة تحدد المتسبب وتحفظ لكل ذي حق حقه.
كما أن الأمر يحمل مخاطر جمّة جرّاء عدم تحريك المركبات في مثل هذه الأحوال، أو المركبات المعطّلة، أو تبديل الإطارات على مسارات الطرق، إذ يعرّض أصحابها لحوادث الدهس وغيرها من المخاطر.
ورغم أننا نقترب من مرور عام على بدء شرطة أبوظبي و«ساعد» آلية عمل مشتركة للتعامل مع الحوادث المرورية البسيطة في الإمارة، إلا أن بعض السائقين، يبدو أنهم غير ملمّين بهذه الآلية وطريقة عمل التطبيق، الذي يتيح للمُبلّغ أن يطلب تقرير حادث بسيط حال تعرّضه للحادث وبشكل مباشر من موقع الحادث عبر التطبيق، باتباع مجموعة من الخطوات والإجراءات البسيطة لاستكمال بياناته، في عملية لا تستغرق أكثر من ثلاث دقائق.
جهود كبيرة تبذلها شرطة أبوظبي وشركاؤها للتسهيل على الجمهور من خلال التوسع في الخدمات الرقمية، التي أصبحت مضرباً للمثل. ومع هذا، يصرّ البعض على تعقيد أموره وأمور الآخرين، مما يتسبب في تأخير وصولهم إلى وجهاتهم، واضطرار شرطة المرور لإرسال دوريات إلى مكان الحادث البسيط لاستعادة انسيابية الحركة، التي تأثرت بسبب كان بالإمكان تفاديه بكل يُسر وسهولة، من خلال الالتزام باللوائح والأنظمة. وسلامتكم.