مرحلة جديدة عنوانها الشراكة للمستقبل، دخلتها العلاقات الإماراتية الأميركية مع زيارة الرئيس دونالد ترامب لبلادنا، والتي اختتمت أمس، وكانت حديث الساعة والخبر الرئيس في الصحف والمواقع الإخبارية والمحطات التلفزيونية الدولية.
وبقدر ما ألقت الزيارة الضوءَ مجدداً على استراتيجية علاقات البلدين، بقدر ما أضاءت على جوانب كثيرة مهمّة في نموذجنا الحضاري، في مقدمتها قيادتنا الرشيدة التي تحظى بتقدير واحترام قادة العالم أجمع، بما تمتلكه من رؤى جعلت من بلادنا النّموذج القادر على إثراء مستقبل العالم، وصناعة فرص جديدة للنمو والسلام والاستقرار والرخاء، وتطوير حلول تتجاوز الاحتياجات لتخدم مستقبل البشرية كلها.
في الموازاة، جاء «مجمع الذكاء الاصطناعي»، الذي تم تدشينه خلال الزيارة، شاهداً جديداً على رؤية بلادنا للمستقبل المستدام، وعزمها على تسخير التقدم العلمي لخدمة المجتمعات، من خلال شراكات إيجابية تفتح المزيد من الآفاق للأجيال.
وكما كانت التكنولوجيا حاضرة بقوة، كانت قيمنا حاضرة بالقوّة ذاتها، ليتصدّر «جامع الشيخ زايد» أحد عناوين الزيارة، ويزيد المشهد زخماً، ولتأتي الرسالة من أروقته بأن نهجنا هو الإلهام بالقيم الإنسانية التي تحضّ على التآخي والتعاون بين بني البشر، وتحث على عمارة الأرض، وصلاح الكون، وبناء الجسور والتلاقي، وتغليب المصالح المشتركة.
ومن «جامع الشيخ زايد» إلى «البيت الإبراهيمي»، الذي يشير في أحد معانيه إلى نهجنا الشجاع والجريء الذي آثر أن يدشّن واقعاً ومستقبلاً أفضل للأجيال، ومثّل في مضمونه رسالة سلام وأمل إماراتية للعالم بأهمية التطلع لمستقبل مليء بالقيم الإيجابية، وبمنظور إنساني يكسر الحواجز، ويرتكز على التعاون والتلاقي.
الزيارة، أضاءت جوانب مهمّة من الرؤية الإماراتية تجاه القضايا الإقليمية الملحة، والشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين الصديقين، والتي انعكست إيجاباً على ملفات كثيرة.
وعكست الميزة الأهمّ في خطاب السياسة الخارجية الإماراتية، والتي تتمثل في أنه هو الخطاب ذاته الموجّه للداخل الإماراتي، ما يعكس المصداقية الكبيرة التي تنتهجها هذه السياسة؛ الأمر الذي جعلها محلّ اعتزاز داخلي، ومحط احترام عالمي.
وعلى كل حال، فقد ألقت زيارة الرئيس الأميركي الضوء عن قرب على تحالفنا الاستراتيجي المتين الذي يقوم على أسس راسخة من الثقة والاحترام المتبادلين والمصالح المشتركة، ودور الإمارات الفاعل في تعزيز الاقتصاد العالمي، والتقدير الدولي لسياساتها الخارجية المتوازنة والنشطة، وقدرتها الهائلة كقوة إيجابية تمتلك زمام المبادرة في ملفات عدة في الكثير من قضايا المنطقة والعالم.