نواصل الإبحار في أجواء وأصداء قمة الإعلام العربي 2025، التي عُقدت واختُتمت مؤخراً في دانة الدنيا، برعاية نصير الإعلام والإعلاميين، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله،.
وقد دعا سموه حضور القمة الناجحة، الأكبر في تاريخ الإعلام العربي، والتي فاق عدد المشاركين فيها ثمانية آلاف مشارك، دعاهم لتبني إعلام «عربي تنموي، يبني ولا يهدم، يوحِّد ولا يفرِّق، يصنع الأمل لا اليأس، إعلام يحارب الجهل والتخلف والمرض الفكري والثقافي، ويصنع مستقبلاً أجمل لأجيال عربية شابة تمتلك الثقة بنفسها لتصنع نهضتها ومستقبلها».
وفي الإطار ذاته، جاءت كلمة معالي الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، خلال جلسة حوارية له في القمة، حيث قال: «إن الإمارات تقدم رسائل إيجابية من خلال تجربتها الناجحة وسياستها الواقعية، التي تولي أهمية كبيرة للأمن والاستقرار والازدهار، وتحسين المستوى المعيشي للسكان، والاهتمام بالتعليم والتكنولوجيا الحديثة».
وقد أسهبت وسائل الإعلام والمنصات والمواقع الإخبارية في عرض وتحليل ما جاء في الكلمة بجوانبها السياسية والاقتصادية، إلا أننا هنا نركّز على ما يتعلق برسالة الإعلام «الرصين» في مواجهة ما وصفه معاليه بإعلام «القاع».
ففي جلسة رئيسية ضمن قمة الإعلام العربي 2025، حملت عنوان «تداعيات الفوضى وتحديات صناعة الاستقرار»، أكد معاليه أن «الحملة الإعلامية ضد الإمارات مصطنعة ومغرضة»، وقال: «إننا نترك الحكم على التجربة الإماراتية للآخرين، فإنجازاتنا ونجاحاتنا تتحدث عن نفسها وتحظى بتقدير عالمي كبير، ومن ينظر إلى الإمارات بموضوعية، مثلما هو الحال في الإعلام الرصين، يجد نفسه أمام تجربة رائدة».
وأضاف معاليه: «إنه لا يمكن التوقف عند هذه الحملات المغرضة التي تبثها (ميليشيات وسائل التواصل الاجتماعي وإعلام القاع)، بل نترفع عنها ونواجهها بالسردية الإيجابية لتجربتنا الناجحة». وأعرب عن قناعته بأن القطاع الإعلامي بدوره في مفترق طرق أيضاً، ويمر بحالة من عدم اليقين لارتباطه بالذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن مواكبة أو عدم مواكبة هذه المتغيرات هي التي ستحدد المؤسسات الإعلامية التي ستختفي، وتلك التي ستبقى أو ستصعد.
وفي هذه السانحة، نهنئ معاليه على منحه لقب «الشخصية المؤثرة للعام»، في إطار النسخة الخامسة من «جائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب»، تقديراً لجهود معاليه في تعزيز حضور دولة الإمارات والعالم العربي على الساحة الدولية، ولجهوده في تعزيز الخطاب الإعلامي المتوازن. وبالإيجابية وإبراز الحقائق، نتصدى لإعلام «الإفك والقاع» وأدواته من «الذباب الإلكتروني»، ولا يصح دائماً إلا الصحيح.