اليوم تقف جموع حجيج بيت الله على صعيد عرفات الطاهر، وقد جاءوا من كل فجٍّ عميق، في أعظم صورة من صور الوحدة والمساواة بين المسلمين، وفي أعظم ركنٍ من أركان الفريضة لمن استطاع إليه سبيلاً، فالحج عرفة. ملبّين النداء، لا فرق بين غنيٍّ أو فقير، أبيض أو أسود، عربي أو غير عربي، مستحضرين تلك اللحظات العظيمة التي أرسى فيها نبيُّ الأمة، المبعوث رحمةً للعالمين، محمدٌ صلى الله عليه وسلم، في يوم عرفة، أولَ وأعظمَ دستورٍ لهذه الأمة، ومواده التي تضمنتها خطبة الوداع، حيث شدد عليه الصلاة والسلام على أمور عدة، في مقدمتها حرمة الدم، وقال:
«أيها الناس، إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا - ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد. فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها». 
وفي مثل هذا اليوم، نزلت الآية الكريمة: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا» (سورة المائدة، الآية 3). صدق الله العظيم. وحملت الخطبَة العظيمة عدداً من الوصايا والمبادئ الجليلة التي تعبّر عن جوهر عقيدتنا السمحاء من وسطية واعتدال، والتي حاول بعض دعاة الغلو والتطرف اختطافها.
وفي هذا السياق، للإمارات جهود ومبادرات قيمة داخل الدولة وخارجها، لنشر الوسطية والاعتدال والتسامح وحسن التعايش.
وفي الأراضي المقدسة، عبّر حجاج الإمارات عن تقديرهم وامتنانهم الكبير لجهود بعثة الحج الرسمية، يتقدمها معالي الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، ورئيس مكتب شؤون الحجاج. جهودٌ تترجم توجيهات قيادتنا الرشيدة بتوفير كل ما يُحقق الراحة والسلامة للحجاج، ليؤدوا الشعائر والمناسك بكل يُسر وسلاسة.
وقد حرص مكتب شؤون الحجاج على عقد لقاءٍ تنسيقي مع رؤساء حملات الحج الإماراتية، بهدف التأكيد على ضرورة الالتزام بأعلى معايير الجودة، وتوفير كافة التيسيرات والتسهيلات لحجاج الدولة، من خلال التعاون والتنسيق المستمر مع المكتب.
وقد أكد معاليه ضرورة وضع راحة وسلامة حجاج الدولة على رأس قائمة أولويات منظّمي كافة الحملات.
كما أشاد بالتعاون الكبير الذي يجمع بين وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية وكافة المؤسسات السعودية المعنية، ومكتب شؤون حجاج دولة الإمارات، والتنسيق الدائم بين الطرفين، بما يعزز جهود المكتب لضمان راحة وسلامة كافة حجاج الدولة.
وقد واصل المكتب جهوده الميدانية لضمان انسيابية التفويج وتنظيم الحركة داخل المشاعر، بما يسهم في تقديم خدمات متميزة تضمن راحة وسلامة حجاج الدولة.
نسأل الله أن يتقبّل من الحجاج حجهم، ويجعله حجّاً مبروراً، ويتقبّل منهم ومنا صالح الأعمال.