خطوة تربوية وتعليمية مهمة تلك التي أعلنت عنها دائرة التعليم والمعرفة، مع إطلاقها سياسة جديدة تلزم رياض الأطفال في المدارس الخاصة ومدارس الشراكات التعليمية في إمارة أبوظبي، وتحديداً من مرحلة ما قبل الروضة (المرحلة التمهيدية/ المرحلة التأسيسية الأولى للسنوات المبكرة) إلى مرحلة الروضة الثانية / السنة الأولى، بتعليم اللغة العربية ابتداءً من الفصل الدراسي الأول للعام الأكاديمي 2025 - 2026، بمعدل لا يقل عن 240 دقيقة أسبوعياً، ويرتفع إلى 300 دقيقة أسبوعياً ابتداءً من العام الدراسي الذي يليه.
خطوة قوبلت بترحاب واسع من أولياء الأمور والأوساط التربوية والتعليمية ومختلف شرائح المجتمع، كونها تجسد الاهتمام الكبير والدعم الواسع من لدن قيادتنا الرشيدة للاعتناء بلغتنا الأم، لغتنا العربية الجميلة التي لا ننظر إليها كأداة تخاطب وتعبير وإبداع فقط، وإنما كوعاء ورافد من أهم روافد هويتنا الوطنية. وكما قالت الدائرة في بيانها، فإن الخطوة جاءت لتعزيز اللغة والهوية والانتماء بدءاً من سنوات التعلم الأولى، حيث لا تقتصر المبادرة على تنمية مهارات القراءة والكتابة فحسب، بل تهدف إلى ترسيخ جذور اللغة الأم لدى الجيل القادم، وبناء أساس متين منذ الصغر.
واعتبرت الدائرة أن السياسة الجديدة لمنهاج اللغة العربية لمرحلة ما قبل الروضة والمرحلة التأسيسية توفر «تجربة تعليمية متسقة وعالية الجودة لكل طفل، سواءً كان من الناطقين بـ«العربية» أو من المتعلمين الجدد لها، خلال هذه المرحلة التي تُعدّ من أكثر المراحل أهمية في تطور اللغة، كما تتيح التجربة للطلبة تنمية ثقتهم في لغتهم الأم التي تربطهم بثقافتهم ومجتمعهم ومستقبلهم».
كما تعمل السياسة الجديدة على «سدّ الفجوة بين تعليم اللغة العربية في الحضانات، بما يتماشى مع معايير سياسة مؤسسات التعليم المبكر، وبين التعليم الإلزامي للغة العربية في الحلقة الأولى، وفقاً لمتطلبات وزارة التربية والتعليم، وبما يضمن تطوراً تدريجياً وسلساً للمهارات اللغوية خلال مراحل الطفولة المبكرة».
الإعلان عن تنفيذ هذه الخطوة المهمة يُعدّ رداً على القلق الكبير الذي ساد شرائح واسعة في المجتمع، وفي مقدمتهم الأسر والتربويون والخبراء، من تنامي ظاهرة الأطفال الذين لا يجيدون لغتهم الأم، ولغة المكان والوطن الذي ينتمون إليه.
ومهما حشدت دائرة التعليم والمعرفة، أو وزارة التربية والتعليم، أو غيرها من الجهات المعنية بالقطاع التربوي والتعليمي، فإن المحور الأهم في المعادلة هو دور الوالدين والأسرة في تشجيع أطفالهم على التخاطب باللغة العربية والتمسك بها؛ فالمسألة ليست تفاخراً بإجادتهم لغة أجنبية، وإنما يجب ألا يكون ذلك على حساب لغتهم الأم.
خطوة رائعة، وجهد مشكور من الدائرة، نأمل أن يُتَوَّج بالنجاح بتعاون الجميع.