«بركة الدار» سجية وطن، وخصلة من خصال الناس الطيبين، وأخلاق النجباء التي تصل الأول بالتالي، وتعمل على غزل نسيج الفرح في صدور الذين وقفوا على مشهد الحياة فحيوا الوطن ببذل أنعم عليه بالعافية، وجهود أثمرت أشجارها تين البذخ، وزيتون الرفاهية، واليوم يستدعي الوطن ذاكرة، ويمضي بالقافلة نحو غايات تضع الإنسان عند شغاف النجمة، وفوق سنام الغيمة. وبركة الدار، مشروع اجتماعي، إنساني، حياتي، يجعل من التاريخ كتاباً مفتوحاً على العطاء، واستدامة مشاريع السعادة، لأجل وطن يكبر بعلو كعب أبنائه، وتنشرح مشاعره باتساع حدقة البصيرة، والبصر، وطن يتخذ اليوم من الإنسان مشروع حياة، وقيمة كينونة ترتفع هامتها كلما شع قمر في ليالي العالم، وابيضّت الأرض بنور الجهود الكريمة، واتسعت حقول الزرع، ونما الضرع في فيافي الجغرافيا التي حباها الله بقيادة أبدعت في العطاء، ونبغت في السخاء، وبلغت مبلغ الكواكب والنجوم في تقدير الإنسان، واحترامه، وتعزيز وجوده على هذه الأرض الطيبة.
نادي «بركة الدار» بتوجيه حكيم من لدن «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، والذي يهدف إلى تنمية العلاقة بين كبار السن وما تتطلبه سنوات عمرهم من تكريم وتعزيز قدرات، واحترام تاريخهم الذي كان السبب في وصول الإمارات إلى هذه الاستثنائية، هذا البريق، هذا التألق، هذا السموق الاستثنائي بين العالمين، لماذا؟ فقط لأن الإمارات عقدت هدياً رفيعاً، يربط بين أجيالها هدب الحرير الذي تصبغه مشاعر قيادة حكيمة في رعايتها الماضي، ودعهما الحاضر، ونظرتها إلى المستقبل من خلال ذلك الخيط، وتلك القماشة الحريرية في العلاقات بين الأجيال التي عجزت عن تحقيقها دول، وتراجعت عن ممارستها حضارات. واليوم الإمارات في محيط العالم تبدو الشجرة العملاقة التي تتوسط صحراء العالم فتظلل رؤوس الناس، وتحمي صدورهم من غبن، وشجن. اليوم الإمارات، بهذه المنتجات الرخية، أصبحت في العالم قارة تنتج خيرات العالم من قيم وأخلاق ومشاعر طيبة، كأنها الثمرات الطيبة.
اليوم الإمارات، بهذه المشاريع الرائدة، إنما تقدم دروساً للعالم أجمع بأن العقل والقلب في هذا البلد يعملان معاً بتؤدة، ويسيران في الحياة مستقيمين ممتدين، يلتقيان عند مصب نهر الخيرات، خيرات أهل الإمارات، وقادتها الكرام، لأن هذه السجايا جاءت من نهر زايد الخير، طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته. وها هي اليوم ترتوي من ذلك النهر، وتمضي حقباً في الدنيا تمتع الإنسان، وتمنحه خير وسيلة للوصول إلى مرافئ السعادة، والسعادة مطلب إنساني لا يختلف عليه اثنان. السعادة تأتي من خصال الناس الذين يزرعون شتلات العمل الإنساني في كل بقعة، وحارة، وزقاق، وقرية ومدينة. فالشكر موصول للذين يبذلون حياتهم في إضاءة طريق الناس، وبمصابيح السعادة، والذين يمهدون الأمان والاستقرار للناس، بأعمال البر والخير، ويجعلون من كبار السن الهدف الأسمى والأعز.