نبارك لمنتخب الأردن صعودهم التاريخي لنهائيات كأس العالم 2026، لأول مرة في مسيرتهم الرياضية، حيث أصبح «النشامى» أول منتخب عربي يحجز مقعده في «المونديال»، ليسبق العديد من المنتخبات بدورياتها المحترفة، ويبرهن للجميع أن العزيمة والإصرار مفتاح التفوق، وليس فقط الاحتراف الذي لم يحقق لنا ذات الإنجاز طيلة السنين الماضية، وهو الدرس الذي كنّا شاهدين عليه في النسخة 26 من كأس الخليج الماضية، حيث خرجت منتخبات الدوريات الخليجية المحترفة خالية الوفاض، وتوّج المنتخب البحريني بطلاً، وجاء المنتخب العماني وصيفاً، وهما الدولتان الخليجيتان اللتان لم تدخلا عالم الاحتراف الذي نعيش أوهامه.
نبارك للملك عبدالله بن الحسين، ولولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله، والأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد الكرة الأردني، وللأسرة الرياضية الأردنية كافة هذا الإنجاز التاريخي الكبير، الذي جعل الفرحة تعمّ كافة أرجاء الوطن من العاصمة عمّان، وبقية المدن والقرى الأردنية، والتهاني التي انهالت من جميع أرجاء الوطن العربي احتفالاً بما حققه «النشامى» من إنجاز يعتبر الأول بعد مسيرة تخللها الكثير من المحاولات والأجيال المتعاقبة التي كانت تمني النفس برؤية منتخب بلادها في نهائيات كأس العالم.
نحن وغيرنا من المنتخبات الخليجية ننتظر بفارغ الصبر هذه الفرحة من خلال المرحلة المقبلة من الملحق الآسيوي، الذي يتنافس فيه منتخبنا مع منتخبات مثل السعودية وقطر والعراق وغيرها، ولا تزال الفرصة مواتية من خلاله لإكمال مهمة الصعود المباشر في حال تصدر ترتيب المجموعة. لا يزال الأمل قائماً بتكرار فرحة طال انتظارها منذ 35 عاماً، وكلنا أمل أن تحمل الأيام المقبلة بأقدام لاعبينا وتضحياتهم الأنباء السارة بتحقيق ذلك، وكلنا ثقة بقدرات الجهاز الفني بقيادة كوزمين من أجل تجديد الأمل.
النصيحة التي نقدمها لـ«الأبيض» العمل بروح الفريق الواحد وتضافر الجهود، وأن نستغل الفترة المقبلة من أجل رفع درجة انسجام لاعبي المنتخب مع الجهاز الفني الجديد، وأن يتم علاج السلبيات في المباريات الودية المقبلة، قبل دخول معترك مباريات ملحق الدور الرابع من التصفيات الآسيوية، وأن تواصل لجنة المنتخبات فرض الانضباط والصرامة ومتابعة اللاعبين خلال المعسكر، والتأكيد على أن الالتزام هو مفتاح التواجد في التشكيلة، حيث نشد على أيدي الاتحاد بالقرار الانضباطي الذي صدر قبل أيام، وجاءت الرسالة واضحة فيه أن المنتخب لمن يستحق ذلك.
فلنتفاءل خيراً في القادم من الأيام فلا مستحيل في كرة القدم، والأمل مازال قائماً في تحقيق الحلم المنتظر.