(المعرفة قوة) في القرن السابع عشر، بدأ العقل الأوروبي في التفتق عن معرفة شامخة، راسخة، وأصبح العقل في مرحلة النضج، ونتج عن ذلك خروج فلاسفة عظام عن طوق الطفولة المعرفية، ملامسين المدى بأفكار كانت هي الشروق الحقيقي لثورة صناعية شابة، وضعت الإنسان عند أول رحلة إلى معالم معرفية جبارة، غيّرت الوجه الحضاري للبشرية، ومن بين أولئك الفلاسفة كان فرنسيس بيكون الإنجليزي صاحب الطلعة الفتية، والذي أخرج إعلانه التاريخي الرهيب، عندما قال: «المعرفة قوة»، ومن ذلك الوقت، من تلك الشهقة تجلت المعرفة عشقاً بشرياً للعلم، ودخول مضمار الصياغة الجديدة لعالم يتخلى عن تقليدية الحياة، إلى حياة تستمد قوتها من مهارات العقل، وبراعته، في تناول معطيات الحياة كأداة لتحسين الوجه، ومد الروح بعوالم إبداعية باهرة، ومثل أخلاقية تنسجم مع تطلعات الإنسان وطموحاته، واليوم ونحن في القرن الحادي والعشرين، نقف على عتبة مرحلة جديدة، تقود فيها دبي العقل البشري إلى آفاق واسعة لا حدود لطموحاتها، ولا سواحل لأفلاكها، وهي تمخر بحار المعرفة، بقدرات تفوق التصور، لأن قائد القافلة قرر أن تكون بلادنا استثنائية، وأن نكون في العالم محور التقدم نحو غايات لا ذروة لها، ولا مآل سوى اليوم التالي، السنة القادمة، القرن الآخر، هذه النظرة العميقة لقائد تعلّم من الخيل شموخ الهامة، ومن القصيدة ترنيمة الجمال في كل شيء. 
احتفال دبي بمرور خمسة وعشرين عاماً على تأسيس المكتب التنفيذي، كان له رونقه وهو يستعيد ما حدث، وما سوف يحدث من مستجدات العقل، وما سيكون له الدهشة والجلجلة، والجلال، في البناء الشامخ لاقتصاد بلد أسند ظهره دوماً إلى الرؤية الحكيمة من قائد ملهم، وساهمت سواعد شباب طموح في رفع أعمدة البناء السامق.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يؤكد دوماً أن الشباب الرهان الوحيد في صناعة مستقبل أفضل. هؤلاء الشباب اليوم يحملون على عاتقهم مسؤولية الذهاب إلى الأبعد، والاستمرار في صياغة قصيدة المستقبل بمحسنات بديعية هي سر جمال الوجه الحضاري لبلادنا، وهي سبر هذا التألق وهذا التأنق، وهذا التدفق في العطاء، حيث الجداول تغرف من معين عقول لا تكف عن البحث عن الجديد، وتقديم كل ما يجعل دبي في مقلة الشمس، وعند شغاف الغيمة، وفي مهجة عشاق مسرعات التغيير، وأصحاب المشاريع النوعية. 
اليوم، ونحن نسمع ونرى ما يحدث في بلادنا، نشعر أن الحياة لا تكف عن سؤالها الجوهري، لماذا دبي مذهلة، لماذا الإمارات (غير)؟ والجواب: لأن في الإمارات قيادة تخرجت في مدرسة زايد الخير، ولأن في الإمارات قيادة آمنت بأن الحياة تحتاج إلى قدرات عالية في المرونة، ورفض كل ما يكدس الأفكار في الأدراج، ولأن في الإمارات قيادة آمنت بروح الفريق، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد دائماً ما يؤكد هذه الروح، والعمل الجماعي هو السر في النجاح، والأصل في البناء، وشبابنا يمتلكون القدرات، وفي كل المرافق نجدهم مبدعين، وفي كل المواقع يضربون الأمثلة في التفوق والتميز، ولهذا عندما نسمع كلمات سموه، نشعر بأننا بين قوافل النجوم، نحن الأعظم تألقاً، لأننا لا نذهب إلى الحياة إلا بوحي من مشاعر تآلفت على الحب، حب الفريق الواحد، وهو الفريق الذي يبلي بلاء حسناً، في كل موقع وميدان، وبفرح تتوالى الإنجازات على أيدي فريق تحلى بروح زاهية كأنها الموجة تدحرج طموحاتها باتجاه شواطئ الطمأنينة، وتبدي علاقتها الحميمة مع الحياة. فلو يرفع فرنسيس بيكون رأسه اليوم، وينهض من قبره، وينظر نحو الشرق، حيث تتعملق شجرة دبي، فسوف تتسع إشراقة ابتسامته، وتنير قبره، ويثق بأن ما قاله في المعرفة يتحقق اليوم على أرض الإمارات، وهذه المشاريع واسعة الظلال خير دليل على ذلك.