قبل أن تتلبد غيوم التوتر في سماء منطقتنا، وقبل أن تكتظ بمظاهر الحرب، كان صوت الإمارات سبّاقاً في الدعوة إلى التهدئة والحوار. وحتى بعد أن آلت الأمور إلى ما آلت إليه من حرب وأعمال عسكرية لا أفق لها، واصلت الإمارات جهودها ودعواتها للإنصات إلى صوت العقل والحكمة، لوقف التصعيد والحرب في هذه المنطقة الحساسة، التي تتقاطع فيها مصالح العالم بأسره، وتحتاج شعوبها إلى الاستقرار والتفرغ للبناء والتنمية، وهي أحوج ما تكون إليه.
ومع بداية الأحداث الجارية، كان للقيادة الإماراتية، ممثلة بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، اتصالاته ولقاءاته مع قادة الدول الشقيقة والصديقة، لبحث «مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وتداعياتها الخطيرة على الأمن والسلم الإقليميين، وذلك إثر الهجمات الأخيرة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية». وفي إطار المشاورات المكثفة التي يجريها سموّه بهدف تهدئة الأوضاع وخفض التصعيد، بما يسهم في استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتفادي ما قد يترتب على هذا التصعيد من تداعيات خطيرة تمسّ أمن دول المنطقة واستقرارها.
ويحمل الرسالة ذاتها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، في اتصالاته المكثفة وجولاته الخارجية ولقاءاته مع قادة الدول ونظرائه فيها.
كما أكدت الدولة، في بيان لوزارة الخارجية مؤخراً، هذا الموقف الداعي إلى تجنيب المنطقة مزيداً من التصعيد، والاحتكام إلى صوت الحكمة والعقل. وأعربت عن «قلقها البالغ من استمرار التوتر في المنطقة واستهداف المنشآت النووية الإيرانية».
وطالبت دولة الإمارات، في البيان، بـ«ضرورة الوقف الفوري للتصعيد، لتجنّب التداعيات الخطيرة وانزلاق المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار». وأكدت «ضرورة تغليب الدبلوماسية والحوار لحل الخلافات، ضمن مقاربات شاملة تحقق الاستقرار والازدهار والعدالة».
وجددت دولة الإمارات مطالبتها المجتمع الدولي بـ«حشد الجهود للوصول إلى معالجة شاملة لهذه التطورات الحساسة والخطيرة، تحفظ المنطقة وشعوبها من ويلات الصراعات».
كما شددت الوزارة، في بيانها، على إيمان دولة الإمارات بأن الحكمة والمسؤولية في هذه الظروف تقتضيان الانخراط الجاد في معالجة القضايا المصيرية عبر التفاوض، مؤكدة ضرورة الاستفادة من تجارب المنطقة التاريخية وحروبها، وما تحمله من دروس وعِبر.
كلنا «ثقة مطلقة في حكمة قيادتنا، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، في توجيه الدفة ببصيرة وثبات. وستظل الإمارات صوت العقل، وركيزة للسلام والاستقرار والازدهار». وعلينا عدم الالتفات إلى منصات الدجل والتضليل التي تضجّ بالإشاعات والأكاذيب. حفظ الله الإمارات.