إعداد القادة تمكين للوطن، واستدامة للرقي، وتحقيق للذات، واستيفاء لحق الإنسان في إنجاز وصوله إلى أعلى الشجرة.. حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، حول إعداد القادة، وتأكيده على الاستمرار في إعداد قيادات مبدعة تمتلك شجاعة اتخاذ القرار، لهو الفردوس الذي تتوخاه الأوطان كافة بالغة الوعي والإدراك بأهمية أن تكون الشجاعة فرس السباق في اتخاذ القرارات العظيمة، لأنه ما من إنسان يستطيع أن يلامس أطراف الجبال الشم ما لم يمتلك شجاعة التسلق، للوصول إلى القمة، وما من إنسان يمكنه الدخول في اللجة الزرقاء ما لم يُجد السباحة، وهذا هو قانون الحياة، فالطير حتى يمسك بزمام الإرادة، ويحلق في السماء العالية، لا بد وأن يتدرب على معرفة أن الفراغ من الأسفل إلى الأعلى ليس إلا سلماً للترقي، وليس مكاناً للسقوط، الأمر الذي يجعل الرفرفة هي خير وسيلة للدفاع عن النفس، وحمايتها من السقوط، والتحكم في الجناحين كمجدافين يرومان الصعود على ظهر الموجة، والعبور إلى حيث يكمن المستقبل والمرور عبر مضائق الحياة، وبكل جرأة وشفافية، وبياض سريرة، وصلابة إرادة وقوة عزيمة.
اليوم في الإمارات، شبابنا يتبوؤون مناصب عليا، ويتحملون مسؤوليات جساماً، ويخوضون بحاراً وأنهاراً، وتخب ركابهم في رمال الطموحات، وتسير أفراسهم عبر طرائق وشعاب لا توهن، ولا ترهن نفسها للكسل، ولأنها تستند إلى قائمة من الرؤى التي هيأتها القيادة الرشيدة، وجعلتها كتاباً مفتوحاً يتجلى في الدنى القاموس والناموس، ولهذا السبب استطاعت دولة الإمارات أن تنجز مشروعاً وطنياً يفيض بالإنجازات الرهيبة، وتمتلئ جعبة الحاضر بحزمة مشاريع معدة للمستقبل، وفي السنة القادمة، وهي قريبة كقرب الرمش من العين، سوف يكون الذكاء الاصطناعي شريكاً أساسياً في العمل الوطني في مختلف مؤسسات الدولة، وهذا يعني أن يتسلح شبابنا بالوعي والعلم والمعرفة، لأن الذكاء الاصطناعي ليس صرعة حداثية بقدر ما هو مطلب حياتي، يحتاج إلى فهم معنى الذكاء الاصطناعي ودوره في صناعة مستقبل إماراتي يتميز بالإبداع، وينفرد بالنبوغ، ولا شك أن شبابنا يعلمون ذلك، ويعون دورهم في هذا المجال، ويعرفون أن الشجاعة تسبق كل خطوة نحو عمل جاد، وأن الوعي هو بوصلة الشجاعة، والقناعة بأن المستقبل هو سباق الأمم في نهجها الإبداعي، والتاريخ لن يرحم المتخلفين واليائسين والمحبطين، والمتفرجين، التاريخ لا يحفظ إلا أسماء الكبار، وكل مبدع في مجاله هو فارس في ميدان السباق الإبداعي.
والقيادة الرشيدة على يقين بأن شبابنا قادرون على العبور، وبمهارة وجودة، قادرون على المرور بقوة الإرادة، قادرون على كسب الرهان، وهم الذين خرجوا من أصلاب أولئك الذين مخروا العباب، وذللوا الصعاب، وكانوا في الحياة أنامل صفت النمارق، والزرابي على تراب حبات رمله من ذهب الأنفاس الشريفة، ووريقات غافه من عباءات الحور العين.
وكل صباح يشرق، نرى في قرص الشمس عيوناً تتأمل، وشفاهاً تقبّل وجه الحياة بفرح وسعادة، لأن الإمارات حباها الله بقيادة تسابق الزمن في الوصول إلى منصات العمل الوطني الراقية والمدهشة.