للأسرة مكان في القلب، وللقلب نياط تحكم عواطفها، والعواطف هي الجدول الذاهب إلى شجرة الحياة، فإن شربت العواطف من عذب القلوب المحبة نمت شجرة الأسرة، وترعرعت وتفرّعت، وأينعت، وأثمرت، وكانت الثمرات هي السند، وهي العضد لمجتمع يتوخى دوماً أن تكون ثمار الشجرة بحلاوة السكر، وبلون الزهر، ورائحة العنبر.
اليوم في الإمارات تمر الأسرة باختبار وجودي، جعلها المحور لكل ما ينتج في الحاضر، وكل ما يختلج في المستقبل. اليوم الأسرة في الإمارات تلقى الرعاية، التامة من حكومة آمنت بأن للأسرة مفادها، وللأسرة عتادها، وإذا ما أحكمت تلك الخلية الناهضة بمسؤوليات جسام، أصبح المجتمع على شروق شمس لا غبار عليها، ولا مدار يقلب مسارها، ولهذا السبب نرى الحكومة الرشيدة تعني بالأسرة وتهتم بشؤونها، بدءاً من الطفولة الغضة، ووصولاً بالشباب الأغر، وانتهاء بالشيخوخة، وهذه لها الحب، والوفاء، وشرف العطاء، لأن كبار السن هم الذين أنتجوا هذه المكانة التي حققتها الإمارات، وهم التجربة الناضجة، والخبرة العميقة، وهم البداءة، ولا نهاية لمن أعطوا وأسهموا في سخائهم، وعندما تحتفي الدولة بكبارها، وصغارها، فإنها تروم الاستدامة في النشوء والارتقاء، إنها تصبو إلى مجتمع يضاء بمصابيح البهجة، مجتمع يفترش الزرابي، والنمارق، ويمضي في الزمان هياباً فخوراً بأبنائه، معتزاً بما يقدمونه من مستلزمات التطور، تحقيقاً للطموحات الكبيرة، وإنجازاً للتطلعات التي وضعتها الحكومة، نصب العينين، وأدارت الدفة، باتجاه المدى متحدية الصعاب، متجاوزة الشعاب، متخطية كل ما يعيق، وكل ما يعرقل، لأن الوطن هو المبتدأ وهو الخبر، ولا جملة اسمية مفيدة من دون هذين الضلعين الأساسيين في بناء العبارة، ولا جدوى من البقاء من دون أن يكون للإنسان في جميع مراحل نشوئه، بصمة دامغة، تعزّز وجوده، وتؤكد قوته، وتفيد بأن هنا في هذه البقعة من العالم، يرفرف علم، بألوانه الأربعة البراقة، يشير إلى الأفق، بأن الحياة تبدأ من هنا، من الإمارات، التي ضربت للعالم مثالاً للجد والإصرار في تحقيق الآمال.
الإمارات اليوم بفضل قيادتها الرشيدة، والتي رسمت خريطة طريق لحياة لا تنضب أنهارها، ولا تقضب عيونها.
هذه الإمارات، التي وجدت في الأسرة ضالتها، فأولتها كل الحب، كل الود، كل الاهتمام، فإذا بها ترى اليوم ما يشبه الحقل، مزروعاً بالورد، والزعفران، حقلاً فيه تؤم الطيور، وترفع نشيدها عالياً للسماء، للنجوم، للأقمار، بأننا في أغنيات الجمال، ملكنا الباب عشاق القصائد العصماء، وانتمينا للوجود، بحكمة قيادة أمنت بأن الحب وحده يصنع علاقة أسرية مترابطة، متضامنة، مكافحة من أجل حياة أجمل، وأكمل، وأطول مدى.