بلغ الحال بالبعض من الاستهتار والاستخفاف حدّاً لا يمكن تصوّره، كما في تلك الفئة من السائقين الذين أشارت إليهم شرطة أبوظبي مؤخراً، ممن يتوقفون في أماكن غير مسموح التوقف فيها، لينتظروا الدقائق المتبقية لانجلاء مواعيد رسوم ساعات الذروة، للعبور من بوابات «درب».
ومن ذات العيّنة من هواة العبث والاستهتار، نجد شريحة من السائقين الذين يشغلون المواقف دون سداد الرسوم بحجة أنهم داخل المركبة وينتظرون أحدهم، مفتعلين أزمة لا مبرر لها للآخرين ممن يطوفون في المكان بحثاً عن موقف. ورغم أن دوريات المركبات الذكية التابعة لـ«مواقف» تحرر مخالفات فورية بمجرد رصد مثل هذه السيارات المخالفة، فإن الكثيرين لا يزالون يقومون بهذه السلوكيات، ثم يتظلمون بحجة أنهم كانوا داخل مركباتهم وبقوا في الموقف أقل من عشر دقائق، وهي المدة التي يعتقدون أنها مسموح بها.
ممارسات غير مسؤولة جعلت الجهات المختصة تتدخل للتذكير بتبعاتها، في وقت تتواصل فيه الجهود لتحقيق الغايات والأهداف المرجوة من تنظيم أوقات العبور عبر بوابات «درب»، أو تنظيم إدارة المواقف.
أزمة الازدحام المروري والمواقف أزمة عالمية تعانيها مختلف عواصم ومدن العالم، والتي اضطرّ بعضها لفرض رسوم إضافية وتصاريح خاصة لدخول قلب المدينة خلال ساعات الذروة، مثلما فعلت لندن. وهناك دول تشددت في منح ترخيص سيارة جديدة إلا لمن يملك موقفاً لها، مثل بعض مدن اليابان، أكبر منتج للسيارات في العالم.
وهناك مدن في الصين، ولمواجهة الازدحام والتلوث الناتج عن انبعاثات المركبات، نفذت أكبر شبكة للجسور والطرق المعلقة، مع التوسع في المواصلات العامة، وإلزامية استخدام السيارات الكهربائية. وقد لمستُ ذلك في مدينة شنغهاي، العاصمة التجارية للصين، التي يتجاوز عدد سكانها ثلاثين ملايين نسمة. وهي نماذج يُستفاد منها عند دراسة حلول لمدن الازدحام والاكتظاظ.
وبالعودة إلى موضوعنا، نذكّر الجميع بدعوة مديرية المرور والدوريات الأمنية بشرطة أبوظبي، السائقين إلى ضرورة الالتزام بعدم التوقف على كتف الطريق إلا في حالات الطوارئ، خصوصاً في محيط بوابة «درب» للتعرفة المرورية، وذلك بعد رصدها مخالفات مرورية من خلال أنظمة المراقبة الذكية. 
وأوضحت المديرية أن بعض السائقين يتوقفون بشكل غير مبرر على كتف الطريق انتظاراً لفترة الإعفاء من الرسوم، مما يشكل خطراً على سلامة مستخدمي الطريق، ويؤثر سلباً على انسيابية الحركة المرورية.
وأكدت شرطة أبوظبي أنه تم رصد هذه السلوكيات عبر الأنظمة الذكية، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين. وقد عرضت الشرطة في بيانها الصحفي الغرامات المالية المترتبة على تلك المخالفات، وكذلك النقاط السوداء التي تُحتسب جراءها.