اليوم، تعمل الإمارات على صناعة العقل الجديد، تأثيث النفس الإنسانية بالصور الجميلة للحياة، وبحيث يتم برسم الجمال ردع كل ما يشوه، وكل ما يسوف، ويسف، ويخسف، وينسف المعطيات ذات الكيان البالغ الرصانة، والمكتمل في التصوير، والبناء، والشكل. في الإمارات تعمل القيادة الرشيدة على صياغة القيم الاجتماعية بما يتلاءم مع الأخلاق الموروثة وذات الجذور العميقة في الذاكرة، وهذا ما جعل الإنسان الإماراتي اليوم يقف عند هامات النجوم متميزاً بضوء أخلاقه، وجمال قيمه، وكمال تطلعاته نحو الغايات الكبرى، والتي تصبُّ في نهر الحضارات الشاسعة على مدى قرون، عايشتها الإمارات، وكانت شريكة أساسية في صنعها، ومن يتأمل المشهد الاجتماعي، ويتابع خيط الحرير في مبدئه وفي خبره، ويلاحظ أن شيئاً سحرياً يخلب الألباب، في المعطى، والمنجز، ولم يكن للإمارات أن تحاذي النجوم في مسلك أبنائها لولا اهتمام القيادة الرشيدة أولاً وأخيراً، في بناء صرح أسري قويم، ومستديم، ترتكز زواياه، وسقفه على أعمدة أخلاقية متينة، وأمينة، ورزينة، ورصينة، هذا المعطى يذهب إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في قوله إن هدف الحكومة في الإمارات التماسك الأسري، والاستقرار المالي.
وعي خارق بأهمية التماسك الأسري، والاستقرار المالي، لأن كلا المعطيين، يكون الدافع الأساسي في تشكيل خلية أسرية تمسك بزمام المرحلة، وتذهب بعيداً في العطاء.
وقيادتنا الرشيدة تؤكد دائماً وأبداً على الأسرة، فالدفء الأسري عندما يكون هو المعطف الذي يمنع تسرب الهواء البارد إلى الأرواح، يكون كالسماء تذلّل أجنحة الود على الإنسان، وتجعله كائناً مشبعاً بحب الحياة، كائناً يعرف مكان المعنى في حياته، فلا يخل، ولا يزل، ولا يكل، بل يمضي حقباً، يتتبع خطوات الأمل بروح عالية، وقلب كأنه البيضاء تمتص العقبات ولا تتعب، ونحن نقف عند الألفية الثالثة، معنا يقف العالم محيياً هذا التألق، وهذا التأنق، وهذا التدفق في المشاعر، كأنها النهر الذي يتسرب في جذور الشجر، كأنها الشعاع الذي يغدق الطير نشاطاً وهو يرفرف جذلاناً، عاشقاً للحياة.
الإمارات اليوم بفضل الجهود النبيلة والتي تبذلها القيادة الرشيدة، أصبحت قامة، وقوامة، ومقامة، وقيمة، ينظر إليها العالم على أنها الروح في جسد العالم، وأنها القلب الذي يتدفق نبضات حية، رضية، رخية، ندية، ولا يتوقف النهر عن العطاء طالما هناك في السماء سحابة تطل من نافذة المدى، وتمد للعشب سيلاً من رضاب العذوبة، لا تتوقف الشمس عن بث النور، طالما هناك شعب لا تتوقف نظراته عن تأمل الرسوم الجمالية على لوحة الحياة، فعشق الجمال، هو أول الرواية وآخرها، عشق الجمال هو النسق الذي يحزم شرايين العمر، ليجعل الحياة حسناء في ثوبها المعطر، عيناها تتمتعان ببريق الكحل وهو يداعب رمشاً ومقلة.. هذه بلادنا اليوم، تتغنى بالحياة، وتمسك بلجام الخيل وتتعاطى القصيدة، وعلى وقع الوزن، وخضات السنابك، تنهض الأرض الطيبة، لترفع النشيد عالياً مدوزناً بترانيم حناجر من أحبوا الحياة، وأعطوها ما تستحق، وهذا اليوم تبدو الإمارات أغنية بحرية، وفي جعبتها أناشيد الصحراء، مخبأة في ضمير الأبناء والأحفاد، رغم السرعة المذهلة لقطار الزمن، ورغم هدير الموجة عند سواحل القلوب المبحرة في الزمان، والمكان.