قبل أيام تداول الناس خبراً انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي عن قيام سلطات إحدى الدول الخليجية الشقيقة بسحب نوع من شواحن الهاتف النقال، تنتجه إحدى الشركات العالمية الشهيرة، وهو متوافر على نطاق واسع في غالبية نقاط البيع ومحالّ التجزئة، وذلك بسبب ما قيل إنه يتسبب في اندلاع حرائق وإلحاق أضرار بمستخدميه.
ويبدو أن النوعيات المحددة في إعلان السحب غير متوافرة في أسواقنا؛ لذلك لم يصدر أي تحذير من الجهات المختصة في الإمارات.
في الفترة ذاتها أيضاً، حرصت إدارة فرع إحدى الشركات العالمية المتخصصة في الأثاث والأدوات المنزلية على إبلاغ متعامليها بسحب نوع من العصارات وإرجاعها لاستبدالها، بعد اكتشاف عيب تصنيعي فيها. أما إعلانات استدعاء السيارات بعد اكتشاف عيوب بها من قبل الشركات المصنّعة، فهي تكاد تكون على مدار العام. وتعد هذه النوعية من الإعلانات مهمة للغاية للشركات والمنتجين والمستهلكين على حد سواء؛ لأنها تحمي حقوق الطرفين.
بعض الشركات الكبيرة تقوم بنفسها بالتعاقد مع فرق متخصصة لكشف أي عيوب تصنيعية في أي من منتجاتها، لسحبها من الأسواق قبل أن يتضرر منها أي مستهلك، حرصاً على سمعتها في الأسواق.
الحرص على السمعة التجارية قضية لا مساومة ولا جدال فيها بالنسبة للشركات الكبيرة، أو حتى الصغيرة التي تبحث لنفسها عن مكان بين الكبار. وتبقى الثقة بهذا المنتج أو ذاك المحور الأهم في نيل رضا المستهلك.
وقد حرصت الجهات المعنية بالمواصفات والمقاييس، على تذكير الجمهور بأهمية اقتناء السلع التي تحمل علامة الجودة الإماراتية، وذلك من أجل سلامتهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بمنتجات على صلة مباشرة بتعزيز السلامة العامة، ومن أبسطها شواحن الهاتف، وكذلك الأدوات الكهربائية وموصلات الكهرباء وغيرها من السلع الأخرى.
كما أن إدارات الدفاع المدني تذكّرنا في مختلف المناسبات بأهمية الاستعانة بالقطع ذات المواصفات العالية عند تركيب المحولات والموصلات الكهربائية، خاصة مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة بصورة كبيرة للغاية، حيث يزيد الضغط والأحمال على الكهرباء. وبهذه المناسبة، نتمنى من هذه الإدارات تكثيف حملاتها في الأسواق على الأدوات والقطع الكهربائية غير المطابقة للمواصفات الإماراتية، وذلك بالتعاون مع البلديات ودوائر التنمية الاقتصادية.
 وأخيراً، نقول لكل منافذ البيع التي تصرّ على أخذ بياناتنا وأرقام هواتفنا: أين أنتم من إبلاغنا بوجود عيب تصنيعي في السلع عند اكتشافه، بدلاً من الصمت المريب، وترك النقاشات تتفاعل في «السوشال ميديا»؟