- من تجاوز الستين فعليه أن لا يتعامل مع بنك أو شركات تمويل أو وكالات سيارات؛ لأنهم يحسبونه مشروع كفن معدّاً لرحيل قريب، هذا ما توحي به تلك الجهات لأي رجل في الستين وتخطاها، ولا أعرف ما الحسبة في ذلك؟ غير أنها مرحلة التكهين لهذا الرجل، بغض النظر عن الضمانات التي يقدمها، وبغض النظر عما يملك، وبغض النظر عن الشروط التي تضعها تلك الجهات، ويقبلها، لكنه في النهاية يصطدم بمقصلة العمر، يعني.. رجل متقاعد قريباً، ويريد أن يبدأ مرحلة جديدة في الحياة بتأسيس مشروع تجاري صغير أو يهتم بمشروع زراعي منتج أخذه من تحقيقه الدوام في الوظيفة السابقة أو يخطط لشيء من الفرح في الحياة، ويحتاج لتمويل يساعد في التكلفة واختصار الوقت، لكنه يجد الأبواب مقفلة في وجهه لأنه بلغ الستين، ومن يبلغ الستين عند تلك الجهات فعليه أن يشتري كفنه، وينتظر ساعته أو يتقوقع ضمن راتبه التقاعدي، ويكتفي بالجلوس في البيت يتشاجر مع العمالة المنزلية ويطفئ المكيفات و«ليتات» المجلس والصالات!
- رحم الله أم سيف الفنانة «رزيقة الطارش» كانت من القليلين الباقين من جيل الرواد في المجال الفني، بعد أن ودعنا الكثير منهم «سعيد النعيمي، وضاعن جمعة، ومحمد الجناحي، وسلطان الشاعر» وغيرهم، ظلت حتى آخر عمرها وفيّة لعملها الذي أحبته، ودافعت عن اختيارها، واستمرارية عطائها، لها الرحمة والمغفرة وخير الجزاء.
- كان بإمكان نادي الهلال السعودي أن ينهي المغامرة العالمية، ويتأهل في الشوط الأول، لأنه كان متفوقاً بكل المقاييس، وأداؤه في التصفيات كان مذهلاً، لكن المراهنة على المغامرة غالباً لا تجعلك فائزاً في النهاية، غلطة صغيرة لكرة كانت مؤمنة بأنها في الخارج ولصالح الهلال، فجأة تحولت لهدف قاتل، وغير متوقع، فكان مثل خيبة أمل غير متوقعة بعد لعب قوي وجميل، والهدف الثاني تحصيل حاصل للهدف الأول المزعج، الأندية الأوروبية قتالها لا يتوقف حتى بعد صافرة النهاية، فلو تقابلت إيطاليا مع نيجيريا فسيكون الشوط الأول مثل ركض الغاب، ويظهر بعض التفوق الجسدي، وبعضاً من المغامرة غير المحسوبة من الفريق النيجيري المتحمس، وخارج حسابات التكتيك المدروس وخطة اللعب، وبعد كل ذاك «الدبك»، والمتبقي ربع ساعة من زمن المباراة، يقوم المدرب بمناورة أو يقوم ظهير إيطالي قصير من «جنوه»، وانضم أخيراً للنادي، بتمريرة من خنصر قدمه اليمنى للاعب متحفز ويدخلها هدفاً فتتبخر كل الآمال! لأن الإيطاليين إذا ما جرّوك للعبة الدفاع فانسَ تشوف الهدف!