انتهى الحلم الأزرق، واصطدم الهلال السعودي «زعيم آسيا» وضواحيها بحاجز دور الثمانية في أول مونديال للأندية بثوبه الجديد، واكتفى بأن يكون ضمن الثمانية الكبار، مع الاعتراف بأنه كان بالإمكان أن يكون أفضل مما كان.
ويكفي أن «الموج الأزرق» ودع البطولة مرفوع الرأس، بعد أن نال إشادة الجميع بالتأهل إلى ربع النهائي، وهو ما لم تحققه العديد من الفرق الأوروبية واللاتينية، ومن ينسى تألقه اللافت وتعادله المثير مع ريال مدريد «كبير أوروبا» في بداية مغامرته المونديالية؟ ومن ينسى ملحمته الرائعة أمام مانشستر سيتي حامل اللقب، ومواجهته أنجح فريق بالكرة الإنجليزية في السنوات الأخيرة من دون أي «عُقد نقص»؟ 
وعندما حان موعد مباراته في ربع النهائي اصطدمت طموحاته بفريق فلومنيتزي البرازيلي «قاهر الإنتر وصيف بطل أوروبا»، الذي نجح في إغلاق مناطقه، وتعطيل مصادر الخطورة في فريق الهلال، مستغلاً تراجع المعدل البدني للاعبي الهلال في الشوط الثاني، نتيجة الجهد الكبير الذي بذله اللاعبون على مدار 120 دقيقة أمام السيتي.
وإذا كان الهلال خسر فرصة تحقيق إنجاز تاريخي بالتأهل لمربع الكبار، فإنه نال احترام الجميع وأثبت أن «المشروع السعودي» يمضي بخطى ثابتة، وأن الدوري السعودي أفرز فريقاً عالمياً، في تجسيد لمقولة «الدون» كريستيانو رونالدو بأن الدوري السعودي بات يقارع العديد من الدوريات الأوروبية، بل يتفوق على الدوري الفرنسي.
***
أن يكون الهلال الفريق الوحيد عربياً وآسيوياً وأفريقياً الذي يتأهل لدور الثمانية، برغم غياب هدافه الكبير ميتروفيتش وإصابة نجمه الكبير سالم الدوسري «هداف العرب في المونديال»، هو إنجاز من الممكن أن تبني عليه القلعة الزرقاء من أجل مستقبل أفضل عالمياً وقارياً ومحلياً.
***
يستحق ياسين بونو حارس الهلال أن ينافس على لقب أحسن حارس في العالم بتصدياته الأسطورية ومساهمته الكبيرة في نجاح الهلال في البطولة الحالية، ويكفي أنه تصدى لأكثر من 25 فرصة في خمس مباريات، من بينها عشر فرص أمام السيتي وحده.
***
بعد خروج البرازيل من مونديال 1982 على يد إيطاليا، خرجت إحدى الصحف بعنوان عريض يقول «المونديال خسر البرازيل»، ومن حقنا أن نقول، إن مونديال الأندية الحالي خسر الهلال، بالزخم الكبير الذي أحدثه في البطولة وتشجيع كل آسيا وأفريقيا له طوال مشواره، الذي حاول من خلاله إعادة اكتشاف أميركا.