إعادة افتتاح متحف العين تحمل وهجَ لحظاتٍ يستحضر معها الزائر عبق التاريخ في رحاب أقدم متاحف الإمارات، الذي حظي بالعناية والرعاية من لدن الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وحرصه على ربط الأجيال بتاريخ وتراث بلادهم، وليجد القادم إليها من الخارج فصولاً من التاريخ المجيد لبلد «زايد الخير».
كان مكتب الإعلام في المدينة مشرفاً على المتحف في بداياته المتواضعة، قبل أن يواصل رحلته في تعريف زواره بمحطاته الرئيسة وتاريخ المدينة والمنطقة، والنقلة التي شهدتها منذ تولي المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، حكم إمارة أبوظبي في السادس من أغسطس عام 1966، حتى تحقق حلمه الكبير بقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1971.
وشهد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين، مؤخراً حفل افتتاح متحف العين بعد عملية تطوير شاملة لترميم المبنى التاريخي، حفاظاً على قيمته الثقافية والأثرية، وإضافة مرافق وقاعات عرض جديدة مزوّدة بأحدث التقنيات التفاعلية وفقاً لأرقى المعايير في قطاع المتاحف التاريخية.
وقال سموه، في كلمته بهذه المناسبة، إن متحف العين من أبرز الصروح الثقافية في تاريخ المنطقة، باعتباره أول متحف في دولة الإمارات العربية المتحدة، وإن افتتاحه بعد عملية التطوير يجسّد رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بمواصلة نهج الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في حماية وصون هويتنا الثقافية وتراثنا العريق ونقلهما إلى أجيال المستقبل.
وأشاد سموه بجهود الجهات المعنية بقطاع الثقافة والتراث من أجل صون المعالم التاريخية ذات الرمزية الوطنية، التي تعكس تراث وحضارة الأسلاف، مشيراً إلى أهمية توثيق الموروث الوطني وحمايته لربط الماضي بالحاضر والمستقبل، من خلال تعريف الأجيال بقيمته التاريخية ورمزيته الحضارية، وترسيخ مفاهيم الهوية الوطنية في نفوس ووجدان أبناء الوطن.
ويضم المتحف معروضاتٍ ومقتنياتٍ تعكس العادات والتقاليد التي كانت سائدة في المنطقة قديماً، مثل الأدوات الزراعية ومعدات الصيد التقليدي، إلى جانب مكتشفاتٍ أثريةٍ لمستوطنات بشرية يعود تاريخها إلى آلاف السنين، مثل الأواني الفخارية والسهام الحديدية والخناجر التي عُثر عليها في مدافن جبل حفيت والقطارة.
وتعدّ توسعة مساحة المتحف أبرز مراحل مشروع ترميمه وإعادة تطويره، حيث انتقلت مساحته من ألفٍ ومئتي مترٍ مربع إلى ثمانية آلاف مترٍ مربع، إلى جانب عشر قاعاتٍ رئيسة مزوّدة بمعدات وتقنيات العرض المرئي والتفاعلي.