هناك عبارة يتفرد بها كبار المسؤولين والوزراء في الإمارات ولا تسمعها من نظرائهم في العالم، وهي عبارة «نحن لن نكون موجودين»، وذلك عندما يتحدثون عن إطلاق مبادرات جديدة ويحرصون على أن تتوافر لها مقومات الاستدامة لعشرات السنين والعقود المقبلة، ترجمة لتوجيهات القيادة الرشيدة ورؤيتها لاستمرار النمو والرخاء والازدهار والعطاء.
أحدث مناسبة سمعت فيها تلك العبارة السحرية، كانت خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده معالي محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، الأمين العام لمؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، عقب الحفل البهيج لتحدي القراءة العربي في دورته التاسعة الخميس الماضي، والذي رعاه وحضره وكرم الفائزين فيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله. وشهد على هامشه إعلان مجموعة «شوبا العقارية» مساهمتها في مبادرة تحدي القراءة العربي بإنشاء وقف بقيمة 500 مليون درهم، لتحقيق مستهدفاتها في ترسيخ القراءة والمطالعة والتحصيل العلمي والمعرفي كثقافة يومية في حياة الطلبة، وتعزيز مكانة اللغة العربية وعاء للفكر والثقافة ومكوّناً أصيلاً للهوية، بما يسهم في تجسيد رؤى ورسالة مؤسسة المبادرات المتمثلة في إحداث التأثير الإيجابي في المجتمعات العربية والمشهد الثقافي العربي، وتعزيز قدرة الأجيال الصاعدة على استئناف الحضارة العربية.
وقد جرى توقيع اتفاقية بهذا الشأن من قبل معالي محمد القرقاوي، الأمين العام للمؤسسة، وبي إن سي مينون، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة «شوبا العقارية». ستمكن هذه المساهمة مبادرة تحدي القراءة العربي، التي تندرج تحت مظلّة المؤسسة، من مواصلة مسيرة النجاح التي بدأتها منذ إطلاقها في عام 2015 كأكبر مسابقة للقراءة باللغة العربية على مستوى العالم.
وأكد معالي القرقاوي أن هذه المساهمة تجسّد التفاعل الفريد من مجتمع الإمارات مع جهود الدولة والمؤسسة لمساعدة الأجيال العربية الجديدة على امتلاك العلوم وأدوات العصر والرؤية الواضحة لبناء مستقبل عماده الثقافة والمعرفة، بما يفتح آفاقاً غير محدودة أمام الطلاب والطالبات العرب لتحقيق طموحاتهم العلمية والمهنية والمشاركة المؤثرة في بناء أوطانهم.
ولعل من عوامل تميّز تجربة البناء والتنمية في الإمارات حرص الدولة على الدور الفاعل للقطاع الخاص والتعامل معه كشريك محوري في المسيرة لأن الغاية إسعاد الأجيال القادمة.
لقد جعلت قيادتنا الرشيدة من الاستدامة رؤية وثقافة ومنهاج عمل، فكل مورد قابل للنضوب ما لم توضع الأسس العلمية السليمة لضمان استدامته. ومن هذه الرؤية الثاقبة صُنعت قصص نجاح ملهمة قدمت للعالم صورة رائعة للعطاء المستدام في المجالات والميادين كافة.


