دارة آل مكتوم كتاب مفتوح على التاريخ، ووردة تعبق الوطن بمآثر الرجال، الذين صنعوا مجد الإمارة، وصاغوا للوطن قلائد من منجزات يقرؤها الجيل، ليحفظها جيل على مدى التاريخ، رجال أجادوا السبك، وجودوا في صناعة الأحلام، حتى أصبحت دبي اليوم، رونق العالم، ومشهده المتألق، وبمهارة العبقرية الفذّة، ملأت دبي الدنيا صيتاً، وصوتاً، وصواباً، تنهل منه الأجيال وتستمد روعتها، وبريقها، وأناقتها، ورشاقتها، ولياقتها، وسموق قامتها، وبسوق هامتها، اليوم والإنسان يتتبع شكل الوردة، التي أصبحت بستاناً تتنوع فيه الأزهار، وينمو فيه الازدهار، وتكبر الأحلام وهي ترتشف من معين المعطيات، وما يدهش الناظر، ويذهل المتأمل، وكأنك أمام لوحة فنية، رتب خطوطها فنان من هذه الأسرة الكريمة، والناس في الموقف المهيب يقطفون الثمار ويمتنون، ويتمنون لهذه الأيادي التي رفعت البنيان ببيان وبنان، وصارت دبي في العالمين، طفلة لا يشيب لها عظم، يتغنى بها العشاق، ولأجلها يترنم الطير، ويرفع النشيد عالياً، سقفه السماء، ومداه حلم الشاعر، والفارس، والذي أجاد رسم الخطوات، واحترف الكلمة شعراً كقلائد الذهب، وخصلة الجمال على جبين وجيد، ونحر تحلى بالسبك المجيد.
والأجيال تترقب، لتسكب من المعين قطرة، ومن البوح الأمين بذرة، ومنهما تنمو شجرة الحلم وتكبر، وتترعرع، وتزدهر بين الضلوع مشاعر التمني بأن يطول العمر، ونرى دبي، دارة تمكن من يهوى قراءة التفاصيل، لكي ينهل، ويمضي في النهل، والجهات الأربع تنصت للنغمة، وتبتهل للنعمة، وفي قاموس دبي، المشوار أبعد من المدى، والمداد طموحات أوسع من المحيط، والقلم أنملة تستمد صمودها من جسارة القائد الملهم، ومازال في الحكاية تفاصيل لم تقلها الموجة الناهضة عشقاً، ومازال في القصيدة، أبيات لم تحكها نخلة العز، لأن الشاعر يكتب القصيدة في معزل عن ضجيج العالم، وفي خيمة التأمل، تتنزّل القصيدة بحلم، وحكمة، وحياة تتشكّل كأنها الأجنة في باطن الخيال البشري. 
دارة دبي، حلقة الوصل بين أجيال كخيوط السلسال الذهبي، تتلاحق وجداً أممياً، وتصل الفاصلة بالفاصلة، والجملة المعرفية دبي.. دبي التي نسّقت مشاعر، وترتبت أواصر، وهذّبت خواطر، وشذبت حواضر، والقافلة تمضي، والنجود العالية خصيبة حتى الارتواء، والعشاق مستمرون في بناء أبيات القصيدة، ولا نهاية للرواية، لأن الفكرة أكبر من الكوكب الذي نعيش فيه، ولأن الموهبة أوسع من السماء، ولأن العبقرية، سماؤها بلا سقف، وأرضها أنهار تسقي أنهاراً، وليلها نهار عباءته مطوية على شمس لا تغيب. 
وفي كل خطوة، دارة، ومأثرة، وفي كل صورة مشهد لعمل وطني، سيبقى في الدنى علامة على نشيد الصدق، والإخلاص، والحب للوطن، للإنسان، للحياة.