قوة الأمم لا تحددها الصراعات الغوغائية، وإنما هي وليدة قوتها الناعمة، التي تقوم على أساس البناء الواعي لقوة تتسرب في الوجدان البشري، كما هي الجداول تسري في عروق الشجر. هكذا هي الإمارات، قوة عالمية بوشاح ذهني مطرق بالحب، القلائد أثر إنساني يستقطب الشفافية كحلم بين الرموش، يرسم صورة الإنسان الكامل، إنسان حضاري يستند إلى ثقافة التداخل مع الآخر، من دون خدوش عاطفية، ولا شروخ أيديولوجية ولا نكبات تزلزل المقام، وتهد القوام، صورة مثالية لدولة اعتمدت دوماً السراج المنير في إضاءة الطريق نحو الأهداف السامية، وبلد له في الحياة أعراف، هي العلامات المضيئة في جبين التاريخ، تساندها الجغرافيا المكللة برؤية قيادة حكيمة آمنت منذ البدء، بأن العلاقة بين الأمم لا يستقيم لها عود، ولا يرتكز لها عمود، إلا بحب ما للغير، مثل حب ما للنفس، بهذه الرؤية، وبهذه القوة الناعمة، وثبت الجبال نحو الأهداف، بقوة الروح، وصرامة الإرادة، وصلابة العزيمة، قوة ناعمة مدججة بسلاح المودة والتراحم، والتضامن، والانسجام، والوئام، والأخذ بالتي هي أحسن.
الإمارات اليوم تقف بين الأمم بروح التفاني، والتضحية من أجل ترسيخ علاقات مع العالم أجمع، إيماناً راسخاً من القيادة بأن الإنسان خلق ليعمر، ولا يدمر، ويفكر دوماً بالصيغ الدالة على توظيف كل الإمكانات من أجل نظافة الحضارة من الشوائب، ومن النوايا الملوثة بعدوى النفوس. الإمارات اليوم هي المعيار الحقيقي، لدولة سامية، تسمو على الصغائر، وتمضي في الدنى، ريانة بالقيم، فياضة بالشيم، يحدوها الأمل دوماً بانسياب الغيمة في ضمير الكوكب، موكباً، مترامياً في البعد، عن الخذلان، منتمياً إلى الإنسان في كل مكان، لا يذل، ولا يخذل، بل يجزل في العطاء، ولا يمهل، ويعمل على منح الحياة جمال المعطيات، وكمال الأبجديات. 
هذه هي الإمارات، النخلة عنوانها في العطاء، الصحراء شعارها في الفضاء الواسع، والبحر في زرقته اليانعة.
ومن قرأ، وتابع خبر ميزانية العطاء ببذخها، ورخائها، يضع كلمات القيادة تاجاً على الرأس، ووساماً على الصدر يرسم الروح الحية، والجاهزية للبذل، وتقديم كل ما هو فضيل، لوطن يستحق هذا الجزل، وهذا العدل، وهذا البذل، وهذا الفضل، وهذا المد، وهذا السعد، وهذا الأمد المستريح على قائمة من الإنجازات الملهمة، والمكتسبات المتراكمة، والمشاريع التي تنظر إليها العين، فيزداد البريق بريقاً، وتنصت لها الأذن، فتبدو النغمة ترنيمة قيثارة يشدو معها الطير، ويرقص الشجر، والنجمة تهلل، والغيمة تصفق مهللة الله أكبر..هذه هي دولة الإمارات، وهذه هي سمة دولة صنع تاريخها زايد الخير، طيب الله ثراه، وعلى أثره تذهب القيادة الحكيمة إلى حيث يسطر المجد، أمجاد النبلاء، ويسجل التاريخ، ما تحفظه الذاكرة، ويخطه القلم. 
هذه هي الإمارات ترسم لوحتها الفنية، على ورقة الوجود، والعالم يتابع المشهد، بالدهشة، والإعجاب العالم يعلق الأمل فقط، على دولة لها في الظفر، ضفائر، وفي الجد جدائل، وفي الحلم الزاهي زهرات عند عتبة المستقبل.