تفتح مدينة الوثبة نافذة جديدة، لمهرجان الشيخ زايد 2025–2026، هذا المهرجان الذي يحمل بين صفحاته اسماً زاهياً في الضمير الإماراتي، والذاكرة الإنسانية، اسماً له في دفتر التاريخ ما يضيء الوجدان، وتسفر أقماره عن تراث جليل حملته أجنحة الطير ريانة بأحلام زعيم كلّل الحياة بفرح القلوب لما تقرأ، وترى، وتعيش الواقع، بكل معطياته، وجلّ منجزاته في هذا اليوم تفيض الوثبة بأحلام سجلت في عمر التاريخ طموحات شعب سكنت في وجدانه كلمات زعيم ملأ الدنيا بصوت وصيت، برصيد قيمي وأخلاقي منقطع النظير، وله في الحياة سجلات ثرية بالمعني، غنية بالمغزى، والسجايا سحابات مرّت من هنا، من طرف، ومتن، تذكر الناس أجمعين بأن الإمارات بمخزونها الثقافي، وعمقها التراثي، وجمال معطياتها الإنسانية تبدو في العالم أيقونة حلم ترعرع في ضمير قائد، كتب على سبورة التاريخ عنوان استدامة لحلم، وشعار ديمومة لفكر إنساني أصبح اليوم في الذاكرة الاجتماعية، منطقاً تتتبعه الأجيال وتحمله في عقلها، وقلبها، كما هي النجوم تحمل النور الخالد بين أضلعها المضيئة.
زايد الخير، زايد الفضل والفضيلة، فضل دوماً أن يكون التراث موعظة، والثقافة درساً، والإنسان دارساً، متعلماً، يوماً بيوم، لما تركه هذا الزعيم الاستثنائي من تراكم خبرة، وحزمة تجربة للأجيال كتاباً مفتوحاً على المدى، وقصة تروي ما جاش في قلب المؤسس الباني، وما دار في خلده من أمنيات، أصبحت اليوم أشجاراً، سامقة تظلّل الرؤوس بمعارف، وحكم، الأمر الذي جعل الإمارات صورة مختلفة، تميّزها هذه الأقمار، متفردة في العالمين، جلية في عيون عشاق الإرث الجميل، متجلية بموروثها، وكنزها، وعندما نتحدث عن مهرجان الشيخ زايد، فإننا نتحدث عن قيم أصبحت اليوم نظرية كونية، تستفيد منها الأمم، وتحذو حذوها، وتقتفي أثر القدوة، والنموذج، والمثال، في هذا المهرجان احتفال بالإنسان، واحتفاء بمضمونه الإنساني، تتجلى صورة بالحشد الابداعي الذي ترعاه قيادة الدولة، وتقدم له كل الإمكانيات، لتحيق الأهداف السامية لهذا المهرجان، وهناك رجال من هذا الوطن، أشداء، مخلصون، عاشقون للحياة، محبون للوطن، وباني تاريخه العريق، رجال نذروا أنفسهم لخدمة التراث الإماراتي، يقدمون الجهد سخياً، لأجل أعظم قيم إنسانية، ويبذلون النفس والنفيس، لكي تستمر النجوم في حراسة أجمل موروث، وأغلى تراث.
اليوم تبدأ حفلة النجوم، محتفية بإرث وطن، كرس له المؤسس حياة حافلة بالأمجاد، والقيادة الرشيدة تبشّر الوطن والمواطن والمقيم بأنها على العهد ماضية، وعلى الوعد تمضي الركاب، في استدامة أخلاقية وقيمية، وإنسانية تعبّر عن مساحة الحب في القلوب، وازدهار الدروب بتطلعات إنسان الإمارات، نحو غاية واحدة، ألا وهي أن تراثنا هو أرواحنا التي تسير على الأرض، وأن ثقافتنا هي ترنيمة الصحراء، بنغمة الماضي، وموال الحاضر، وأغنية العشاق وهم على ظهور سفن الصحراء، ذاهبين نحو المدى، المدى أشواق، تعانق ربوة نمت على ترابها غافة الأحلام الخالدة، ومشاعر شعب لا تزعزعها ريح، ولا تباريح.


