«دقايق» تُعدّ أحدث المبادرات التي تطلقها الجهات المعنية بسلامة وصحة أفراد المجتمع في إمارة أبوظبي، لتشجيعهم على بذل مجهود بدني بسيط يسهم في حمايتهم من مخاطر البدانة وما يترتب عليها من أمراض وعلل، وتشجيع فلذات الأكباد على ذلك لبناء أجيال سليمة بعد أن تفشّت بين الجميع السمنة وتداعياتها.
تفشّت السمنة وزادت الأمراض المرتبطة بها، لا سيما بين الصغار، بسبب الركون إلى الكسل وعدم الحركة، وإنجاز معظم الأعمال من دون تحرّك، بعد أن أصبح الفرد يحقّق متطلباته من دون أن يغادر مكانه، وبضغطة زر.
بعضهم لا يبعد عنه «السوبرماركت» أو المطعم سوى أمتار قليلة، ومع ذلك يستسهل طلب وجبته أو سلعته المفضلة «أونلاين»، ولا يُحبّذ حتى بذل أبسط جهد أو حركة في المنزل أو المكتب.
وعندما يزور المرء أيّ مركز من المراكز الصحية المختصة بالسكري أو الغدد الصمّاء، يُفاجأ بالنسبة الكبيرة من صغار السن من الجنسين الذين يترددون عليه.
عوامل وأسباب كثيرة وراء هذا الأمر، الذي أدركت الدولة مخاطره مبكراً، فأطلقت لأجله المبادرات تِباعاً، ورسمت الاستراتيجيات، وفي مقدّمتها الاستراتيجية الوطنية لمكافحة البدانة وسمنة الأطفال.
وفي هذا الإطار أيضاً جاء إطلاق دائرة تنمية المجتمع، بالتعاون مع دائرة الصحة في أبوظبي، مبادرة «دقايق»، المبادرة المجتمعية الهادفة إلى تشجيع جميع أفراد المجتمع على دمج النشاط البدني ضمن حياتهم اليومية، والحفاظ على نمط حياة صحي من خلال تخصيص بضع دقائق للحركة خلال اليوم، سواء في المنزل أو العمل أو المدرسة أو في أي مكان داخل مجتمعهم.
وجاء في معرض الإعلان عن المبادرة، أنها تسعى إلى «إحداث تحوّل مستدام في السلوك الصحي على مستوى الأفراد والمجتمع، وإدراج النشاط البدني كعنصر أساسي ذي قيمة في نمط الحياة اليومي لدى الجميع، وهي تُسهم في نشر الوعي بفوائد الحركة والنشاط، بينما ترفع من معدلات اللياقة البدنية والصحة النفسية والاجتماعية».
وستشمل الأنشطة المشي لمسافات قصيرة، وتمارين الاستطالة، والأنشطة المجتمعية في الأحياء السكنية، والفعاليات الرياضية العائلية، والبرامج التي تركز على الشباب. وهي تتسع لكافة شرائح المجتمع والأعمار.
وكانت نتائج الدورة الثالثة من استبانة الرياضة والنشاط البدني في إمارة أبوظبي - التي نفذتها دائرة تنمية المجتمع - قد أظهرت تحسناً ملموساً في مؤشرات النشاط البدني بين سكان الإمارة، حيث ارتفعت نسبة الأفراد الذين يمارسون الأنشطة البدنية وفق معايير منظمة الصحة العالمية إلى 53% مقارنة بـ36% في الدورة الأولى، كما ارتفعت نسبة الأطفال والمراهقين الذين يمارسون الأنشطة البدنية لمدة 60 دقيقة يومياً إلى 12.5%.