حماية الأطفال من أنياب المفترسين، والعناية بهم، ورعايتهم، سجيّة من سجايا المؤمنين بأنهم السياج المتين لحماية المجتمعات من سوء ومن زلل، وأنهم الحزام الأخضر الذي يطوّق مستقبل الأجيال ويجعل من المجتمعات سلاسل ذهبية تصنع الجمال، ونقاء السرائر. 
قيادة الإمارات عملت بجهد أمين على وضع الطفل بين الرمش والرمش، والعناية به، وحمايته من كل سوء، وبدورها قادت وزارة الداخلية عملية منسقة في أربع عشرة دولة لمكافحة جرائم الاستغلال الجنسي للأطفال، عبر «الإنترنت»، وذلك انطلاقاً من إيمان سياسة الدولة بأنه ما من مجتمع يمضي زاهياً، بهيّاً نقيّاً، من شوائب العبث بمصير ثروة مجتمعية، وإنسانية، وهي الرؤية المنطلقة من ثوابت تأسست مع تأسيس دولة الرخاء النفسي، وثراء المشاعر، بما تعنيه الكلمة من معنى، واليوم نرى بلادنا تقود المرحلة وفي العيون يسكن الأطفال، وفي القلوب تبدو حياتهم الهدف، والطموح، والتطلع؛ لأن قوة المجتمع في أي بلد تنبع من صلابة بنيان سريرة الطفل، لأنه يشكّل المستقبل، ويشكّل البذرة التي منها تخرج الشجرة العملاقة، الطفل هو الدرة التي يتم منها صياغة العقد الفريد، وهو قطرة المطر التي تروي عطش النهر، وهو الشّعلة التي من خلالها تضاء دفاتر المجتمع ومنها يقرأ التاريخ بحذافيره، وجمله، وتفاصيله، وعندما يكبر الطفل وفي قلبه تكمن سعادة الانتماء إلى مجتمع لا يخدش مرآته عبث، ولا يخذل مسيرته غث، فإن الطريق إلى التقدم يصبح سالماً، سالكاً من دون حوادث ضمير تعرقل المسيرة، وتعيق الوصول إلى المجد. 
بهذه الرؤية، وبحكمة التطلع لمستقبل زاهر، انطلقت سياسة الإمارات نحو الآفاق مظفّرة بحكمة قيادة آمنت منذ البدء بأن الطفولة هي ميلاد وطن مُعافى من دون صدمات أخلاقية، ورجات قيمية. 
هكذا هي الإمارات، دائماً في الدائرة العالمية شمعة ضوء، وراية فخر، وسارية عز، والعالم يتابع، والتاريخ يسجّل، والذاكرة مستمرة في حفظ المآثر، والعيون تنظر بسرور وفرح، والقلوب تمتلئ حبوراً لأن ما تقدمه الإمارات بحق الطفل هو المعيار الحقيقي لدولة حضارية، قالت قيادتها، وفعلت، وأنجزت المشروع الأعظم وهو الاهتمام بالإنسان أولاً، وفي البدء كان الطفل في صلب الاهتمام، وهو المضغة في الصدر، وبين الضلوع تحميها مشاعر كأنها السماء تحمي نجومها، وكأنها المحيط يحفظ خلائقه، وهكذا تستمر المسيرة والقائد يحتفي بكل يد تعمل، وقلب يحفظ، وعقل ينجز، وروح تُعطِّر الحياة بعبق الجمال، والكمال. 
حفظ الله الإمارات، وحمى قيادتها الرشيدة، وجعل شعبها دوماً عند هامات النجوم، وجعل أيام بلادنا دوماً بكل خير، وصباحاتنا تنعم بالتطور والأمان، والسلام والوئام. 
حفظ الله أبناءنا، فلذات قلوبنا من كل متعدٍ أثيم، وجعل أيامهم سجادة الحرير، تمضي عليها خطواتهم بثقة وثبات، فهم المستقبل، وهم المصير، هم النهر الذي منه نروي أشجار أمنياتنا، هم الشمس التي تمنحنا عطر التألق، وسبر التدفق، نحو قادم يشرق بانبهار منجزات وطننا، ومكتسباته العظيمة.