الإثنين 7 أكتوبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات في عهد خليفة.. ثقل إقليمي وتأثير ودولي

الإمارات في عهد خليفة.. ثقل إقليمي وتأثير ودولي
25 يوليو 2022 01:08

القاهرة (أحمد مراد)

أشاد خبراء ودبلوماسيون بجهود المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «رحمه الله» في بناء مكانة إقليمية ودولية مرموقة لدولة الإمارات العربية المتحدة، عبر العديد من الأدوار الفاعلة والمؤثرة التي لعبتها الإمارات على المستويين الإقليمي والدولي. وأكد الخبراء والدبلوماسيون، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن السياسة الخارجية الرشيدة التي اتبعها المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «رحمه الله» منحت الإمارات ثقلاً إقليمياً وتأثيراً دولياً كبيرين، وباتت محل احترام وتقدير من قبل مؤسسات ومنظمات المجتمع الدولي.
وشدد الدبلوماسي المصري، السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري سابقاً، في تصريحات لـ«الاتحاد، على نجاح المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «رحمه الله» في صناعة تأثير وثقل إقليمي ودولي لدولة الإمارات العربية المتحدة عبر سياسة الانفتاح على مختلف دول العالم، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، الأمر الذي جعل أبوظبي واحدة من أهم عواصم منطقة الشرق الأوسط، وباتت تتمتع بمكانة إقليمية ودولية مرموقة.
وأشار الدبلوماسي المصري إلى أن هناك عوامل عديدة ساهمت في بناء المكانة الإقليمية والدولية المرموقة لدولة الإمارات، ومضاعفة ثقلها ونفوذها على المستويين الدولي والإقليمي، في عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «رحمه الله»، ويأتي على رأس هذه العوامل حرص دولة الإمارات، بقيادة الشيخ خليفة، على نشر مبادئ السلام إقليماً ودولياً، عبر إطلاق العديد من مبادرات الوساطة لإنهاء النزاعات والخلافات بين الدول المتنازعة.

مبادرات الإمارات
وقادت الإمارات في عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «رحمه الله» عدداً من مبادرات السلام التاريخية، ونجحت في نزع فتيل عدد من الأزمات والنزاعات الإقليمية، ويأتي على رأسها الوساطة الإماراتية لنزع فتيل أطول نزاع في قارة أفريقيا بين إثيوبيا وإريتريا الذي استمر لما يقارب 20عاماً، فبرعاية إماراتية وقع أسياس أفورقي، رئيس إريتريا، وآبي أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا، في الخامس والعشرين من يوليو عام 2018، إعلاناً حول السلام، يُنهي رسمياً عقدين من العداء والخلافات بين البلدين.
وفي خطوة تاريخية عكست إيمان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «رحمه الله» بأهمية السلام، وسعي الإمارات الدؤوب نحو تعزيز سبل التعايش المشترك بين شعوب العالم المختلفة، أبرمت الإمارات معاهدة سلام تاريخية مع دولة إسرائيل في الخامس عشر من سبتمبر العام 2020.
كما لعبت الإمارات في عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «رحمه الله» دوراً محورياً في تحقيق التوافق بين الحكومة الانتقالية في السودان وبعض الحركات المسلحة، الأمر الذي أسفر عن توقيع اتفاق سلام بين الجانبين في أكتوبر من عام 2020 أنهى سنوات من الصراعات المسلحة في إقليم دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق.

روابط إقليمية
وأشار الدبلوماسي المصري إلى متانة وقوة علاقات دولة الإمارات بمحيطها الإقليمي والجغرافي في عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «رحمه الله»، حيث حرص على تعميق روابط التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي وشعوبه، وتحقيق التكامل فيما بينها في مختلف الميادين، الأمر الذي ساهم في تحقيق العديد من الإنجازات والمشروعات التكاملية، وقد سبق للشيخ خليفة أن ترأس قمتين من قمم مجلس التعاون الخليجي.
وأكد السفير حسين هريدي أن الإمارات في عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «رحمه الله» أصبحت واحدة من أهم وأبرز الدول الممثلة في هيئة الأمم المتحدة والمؤسسات التابعة لها وعلى رأسها مجلس الأمن، موضحاً أن الإمارات في عهد الشيخ خليفة لعبت أدواراً إقليمية ودولية مؤثرة وفاعلة من خلال عضويتها النشطة في منظمات المجتمع الدولي، الأمر الذي جعلها محل تقدير واحترام من قبل المجتمع الدولي ومؤسساته ومنظماته المختلفة.

تقدير دولي
تقديراً للدور الفاعل الذي لعبته دولة الإمارات العربية المتحدة خلال عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «رحمه الله» في مختلف قضايا وأحداث العالم، سواء على الساحة الإقليمية أو الدولية، جاء فوز دولة الإمارات العربية المتحدة في الحادي عشر من يونيو عام 2021 بمقعد عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، وذلك لفترة تمتد لمدة عامين، بدأت من شهر يناير العام 2022.
واستحقت دولة الإمارات العربية المتحدة عضوية مجلس الأمن الدولي بجدارة عبر رصيد هائل وتاريخ مشرف من العمل الدولي والإقليمي، ساهم بقدر كبير في تحقيق الأمن والسلام والاستقرار الإقليمي والدولي. وجاء فوز دولة الإمارات العربية المتحدة بعضوية مجلس الأمن مستحقاً، حيث حصلت على 179 صوتاً من أصوات الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأمر الذي عكس المكانة الدولية المرموقة التي حظيت بها الإمارات في أوساط المجتمع الدولي.
وواصلت الإمارات خلال عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «رحمه الله» دورها الدولي والإقليمي الفاعل والنشط عبر دعم برامج وخطط منظمات العمل الدولي، حيث قدمت العديد من الإسهامات لدعم برامج مختلفة للأمم المتحدة، الأمر الذي عزز أجندة الإمارات الإقليمية والدولية الساعية إلى نشر السلام وحفظ الأمن والاستقرار في جميع أنحاء العالم.

دائرة علاقات واسعة
أما الدكتورة هدى راغب عوض، الخبيرة في شؤون العلاقات الدولية، وأستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأميركية بالقاهرة، فأكدت في تصريحات لـ«الاتحاد» على أهمية المكانة الإقليمية والدولية التي حظيت بها دولة الإمارات العربية المتحدة خلال عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «رحمه الله»، وهو الأمر الذي ظهر جلياً في اتساع دائرة علاقات الإمارات الإقليمية والدولية، الأمر الذي أثمر إقامة شراكات وتحالفات بين الإمارات وغالبية دول العالم.
وخلال عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «رحمه الله» باتت دولة الإمارات العربية المتحدة تقيم علاقات دبلوماسية مع 189 دولة حول العالم، وتوجد على أراضيها 110 سفارات أجنبية، و75 قنصلية عامة، فضلاً عن مقرات لـ 15 منظمة إقليمية ودولية، ويصل عدد سفاراتها في الخارج إلى ما يقارب 70 سفارة، و11 قنصلية، بالإضافة إلى ثلاث بعثات دائمة.
وشددت أستاذة العلوم السياسية على اهتمام دولة الإمارات خلال عهد الشيخ خليفة بالقيام بدور محوري كبير في مجال حفظ الأمن والاستقرار، سواء على المستوى الخليجي، أو العربي، أو العالمي، والالتزام المتواصل بدعم ومساعدة الأشقاء ودول الجوار لدرء الأخطار والفتن التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار هذه الدول وشعوبها، الأمر الذي أكسبها نفوذاً وثقلاً دولياً وإقليمياً.
وشاركت الإمارات خلال عهد الشيخ خليفة بفاعلية كبيرة في العديد من مهمات وأعمال قوات درع الجزيرة الساعية لحفظ الأمن الخليجي، كان أبرزها وأهمها خلال مارس من العام 2011، حينما دخلت طلائع من قوات درع الجزيرة المشتركة، بما فيها قوات من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أراضي مملكة البحرين للمساهمة في حفظ الأمن والنظام بعد انزلاق الحركة الاحتجاجية فيها نحو الدموية والعنف.
ومع اندلاع موجة الاضطرابات في عدد من الدول العربية الشقيقة، وتحولها إلى فوضى تهدد أمنها واستقرارها، سارعت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى مد يد العون لهذه الدول من أجل مساعدتها في حفظ الأمن والاستقرار الداخلي.

سياسات متوازنة
أوضحت الدكتورة نادية حلمي، الخبيرة في شؤون العلاقات الدولية، وأستاذة العلوم السياسية، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن الشيخ خليفة بن زايد «رحمه الله» تمكن في غضون سنوات قليلة، عقب توليه رئاسة الإمارات في 3 نوفمبر من العام 2004، من إقامة شبكة علاقات واسعة بمختلف دول العالم عبر سياسة خارجية متوازنة وفاعلة، وهو ما ساهم في جعل الإمارات «دولة محورية» في إقليم الشرق الأوسط.
وأشارت الدكتورة نادية إلى أن المكانة الإقليمية والدولية لدولة الإمارات العربية المتحدة تظهر بوضوح في قوة جواز سفرها الذي حقق خلال عهد الشيخ خليفة طفرة غير مسبوقة بتصدره قائمة أقوى جوازات السفر عالمياً، وبات يمثل «تأشيرة مرور» إلى غالبية دول العالم.
وحفزت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في عهد الشيخ خليفة بن زايد، رحمه الله، خطوات وبرامج السعي نحو تعزيز مكانة الإمارات في الساحة الإقليمية والدولية، حتى يتمكن المواطن الإماراتي من دخول مختلف دول العالم دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة.
وجاءت نجاحات الجواز الإماراتي نتاجاً لجهود الدبلوماسية الإماراتية خلال عهد الشيخ خليفة في إقامة علاقات وشراكات استراتيجية سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية وعلمية مع مختلف دول العالم، وفي المقدمة منها الدول الكبرى، مما ساهم في تعزيز مكانة الإمارات في المجتمع الدولي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©