منى الحمودي (أبوظبي)
كشف منصور الملا، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لـ«ايدج»، عن مشاركة المجموعة في معرض الدفاع الدولي «آيدكس 2023» بصفتها الشريك الاستراتيجي الرسمي، حيث تسلط «إيدج» الضوء على هدفها المتمثل في الارتقاء بمستوى القدرات التكنولوجية والدفاعية المستقبلية المصنوعة في دولة الإمارات من خلال عرض محفظة تتضمن ما يزيد على 110 من المنتجات والحلول والخدمات المتطورة في مجالات الأنظمة المستقلة والأسلحة الذكية والأنظمة البرية والأنظمة البحرية والأسلحة والذخيرة والحرب الإلكترونية والاتصالات الآمنة والهندسة الدقيقة.
وأشار الملا في حواره مع «الاتحاد» إلى أن الطلبات الواردة ل«ايدج» في عام 2022 بلغت خمسة مليارات دولار أميركي، نسبة 35% منها كانت صادرات للأسواق الخارجية. ونوه باعتباره عاماً محورياً في خطة عمل «إيدج» وإنجازاتها، حيث تعتبر قيمة العقود المحققة أضعاف العام الذي سبقه 2021 والذي حقق حينها عقوداً خارجية بقيمة مليار دولار أميركي، موضحاً أن العقود تضمنّت إنتاج وتصدير منتجات خلال سنتين إلى أربع سنوات قادمة وذلك حسب المنتج والنظام الذي تم بيعه، والتي شملت السفن، والطائرات ذاتية القيادة، والأسلحة الخفيفة.
وأكد خلال حديثه على الأهمية الدولية التي يحظى بها معرض الدفاع الدولي «آيدكس» ومعرض الدفاع البحري «نافدكس» والتي امتدت على مدار 30 عاماً لعرض المنتجات الدفاعية الدولية. والتي أسهمت بدورها في تغيير ملامح هذا القطاع في دولة الإمارات حيث بدأت تظهر علامات التقدم الصناعي للإمارات العربية المتحدة، من خلال وجود العديد من المنتجات محلية الصنع والتي يتم عرضها وبيعها خلال المعرض، خصوصاً في مجالات الأنظمة الذاتية والأسلحة الذكية، وأنظمة الحروب الإلكترونية. مشيراً إلى أن معظم هذه المنتجات لم تكن موجودة قبل سنوات حيث كان يتم شراؤها من الخارج. واليوم باتت دولة الإمارات تمتلك هذه الأنظمة بشكل كامل، كما تمتلك الملكية الفكرية لها أيضاً، إلى جانب امتلاكها القدرات وكفاءات الأفراد، وفرق العمل الماهرة، والتي تعمل على تطوير مستويات الأداء، بالإضافة إلى إنتاج أنظمة جيل جديد تتبع للنظام الرئيسي.
ريادة آيدكس
وحول أهم ما سيتم عرضه خلال معرضي «آيدكس ونافدكس 2023»، قال منصور الملا: «تعد مشاركتنا في آيدكس لهذا العام كبيرة وفعالة. تسعى «إيدج» من خلالها إلى تعزيز مكانتها كمجموعة رائدة في التكنولوجيا المتقدمة عالمياً بالمجالين الدفاعي والمدني. وبصفتها الشريك الاستراتيجي الرسمي لمعرض الدفاع الدولي «آيدكس» ومعرض الدفاع البحري «نافدكس»، تسلط «إيدج» الضوء على هدفها المتمثل في الارتقاء بمستوى القدرات التكنولوجية والدفاعية المستقبلية المصنوعة في دولة الإمارات العربية المتحدة». وأضاف: «تعد هذه المشاركة الثانية ل«إيدج» في معرض الدفاع الدولي (آيدكس 2023) ومعرض الدفاع البحري (نافدكس 2023) منذ إطلاقها في 2019، وتتميز بالحضور الأكبر في هذا الحدث، مما يعزز مكانتها كواحدة من مجموعات التكنولوجيا المتقدمة الرائدة عالمياً وذلك من خلال مجموعتها الكبيرة من المنتجات والحلول المتطورة والأنظمة المستقلة المبتكرة». ونوه بالقول: إن المعرض أصبح حدثاً عالمياً، ومنصة رائدة لعرض مسيرة التقدم الذي حققته «إيدج» خلال ثلاث سنوات منذ تاريخ التأسيس، والتي تضافرت فيها الجهود للخروج بباقة متنوعة من المنتجات والحلول التكنولوجية المتقدمة في قطاع الدفاع من خلال 20 شركة تحت مظلة «إيدج».
الذخائر الجوالة المستقلة
وأشار منصور الملا، إلى تركيز «إيدج» خلال «آيدكس» على عرض الأنظمة المتقدمة المستقلة وغير المأهولة، حيث سيتم عرض عائلة «QX» من الذخائر الجوالة المستقلة، و«قرموشة» المسيرة ذات الأجنحة الدوارة، ومركبات «سكوربيو» الأرضية المسيرة.
كما ستعرض شركة «هالكن» سلسلة «هنتر» من الذخائر الجوالة، بما في ذلك الطائرة من دون طيار من طراز «هنتر 2-إس»، والتي تتميز بذكاء اصطناعي كبير.
أما في مجال الأسلحة الذكية فستعرض شركة «الطارق» التابعة ل«ايدج» الذخائر طويلة المدى الموجهة بدقة، ومنتجات «ديزيرت ستينغ» من أسلحة جو أرض الانزلاقية الموجهة بدقة من «هالكن»، وصواريخ الدفاع الجوي «سكاي نايت».
كما تشمل الأنظمة الأرضية المعروضة مجموعات «عجبان وحفيت» من المركبات العسكرية التكتيكية وآلية «ربدان 8×8» للإسعاف. وفي مجال الأنظمة البحرية، ستعرض «إيدج» مجموعة واسعة من الزوارق الاعتراضية التكتيكية وزوارق الدوريات التابعة لشركة أبوظبي لبناء السفن.
تحقيق الاستقلالية
وكشف منصور الملا عن أن «إيدج» تؤدي دوراً كبيراً في تحقيق الاكتفاء الذاتي والاستقلالية في مجال الصناعات الدفاعية، وذلك من خلال عملية التصنيع والمصانع الموجودة في منطقة توازن الصناعية، التي تحقق الاعتماد الذاتي، بعكس الأعوام الماضية التي كان فيها اعتماد كلي على الواردات في الصناعات الدفاعية. أما في الوقت الحالي، فإن دولة الإمارات تمتلك القدرة على إنتاج الآلات العسكرية المتخصصة ومنها ما هو غير متوفر في العديد من الدول خصوصاً في مجالات الأنظمة الذاتية والحروب الإلكترونية، وهو الأمر الذي تفخر «إيدج» بأن تكون جزءاً منه، خاصة مع سعي دولة الإمارات لتتبوأ مركزها الريادي مع دول العالم المتقدم في قطاعات الصناعات الحديثة.
زيادة القدرات
وحول استراتيجية «إيدج» لزيادة قدراتها الإنتاجية خلال الأعوام القادمة، أشار منصور الملا إلى التركيز على الاستثمارات الاستراتيجية في الموارد التي تمتلكها «إيدج» وتعزيز القدرات من خلال الاستحواذ عليها بدلاً من تطويرها، إلى جانب تنويع محفظة المنتجات، باعتبارها من ركائز دفع عجلة النمو للشركة وتطوير القوى العاملة الإماراتية، وجذب المواهب من مهندسين ومتخصصين في قطاع الصناعات الدفاعية.
110 منتجات
ونوه كاشفاً بتخصيص مبالغ مالية سنوية لتطوير القدرات وتعزيز جودة المنتجات في «إيدج» والتي وصلت اليوم إلى أكثر من 110 منتجات ضمن محفظتها، ونحو 80 منتجاً منذ إطلاق المجموعة، أما الباقي فهو قيد التنفيذ، مع السعي لإنتاج 20 منتجاً سنوياً من مرحلة التطوير والإنتاج ليكون جاهزاً للبيع. وأكد ضرورة التركيز على متطلبات الأسواق، مشيراً إلى أن المطلوب إنتاجه يأتي في قمة الأولويات. وأشار مختتماً إلى سعي «إيدج» لدفع عجلة التطوير المستمر وطرح المنتجات بمميزات وكفاءات وقدرات عالية، وأنها تمتلك القدرات على منافسة المنتجات العالمية من ناحية المزايا التي تخص المستخدم النهائي، إلى جانب الجودة والكفاءة والأسعار التنافسية.
أسلحة نارية عالية الجودة
وذكر أنه سيتم عرض المجموعة الكاملة من الأسلحة النارية عالية الجودة من شركة «كراكال»، بالإضافة إلى الذخائر متوسطة وكبيرة العيار من شركة «لهب للأنظمة الدفاعية». وفيما يخص الحرب الإلكترونية، ستعرض «سيجنال» باقة كاملة من المنتجات، بما في ذلك حلول الأمن الداخلي والتصدي للطائرات المسيرة وحماية القوافل. وسيشمل مجال الاتصالات تطبيقات التعاون والاتصال فائق الأمان ومشفرات شبكة «GATEWAY» والهواتف الذكية من شركة «كاتم».
وفي مجال التدريب والخدمات، سيتم عرض باقة متنوعة من نماذج الخدمات والحلول، بما في ذلك مجموعة «بيكن رد» من خدمات تعزيز الأمن القومي وحلول التدريب ومجموعة الاختبارات السيبرانية والتي تعرف «RANGE ON WHEELS»، ومجموعة «جاهزية» الكاملة من خدمات الدفاع والاستشارات ومكافحة الحرائق وحلول التدريب على الاستجابة للطوارئ، ومجموعة «هورايزن» من خدمات تدريب طياري المروحيات. وأخيرًا، ستعرض شركة «إي بي آي» مجموعتها الواسعة من حلول الهندسة الدقيقة والإنتاج الميكانيكي والمعالجة والتجميع، بينما ستعرض شركة «الطيف» إمكاناتها في مجال الصيانة والإصلاح والعمرة ودعم دورة الحياة الشاملة.
الأسلحة الذكية الموجهة
وأشار منصور الملا إلى أن مجال الصناعات الدفاعية يعتبر من أقدام المجالات الصناعية، غير أن دولة الإمارات ومن خلال رؤية القيادة الرشيدة وتوجيهاتها، تمكنت من تعزيز مسار متيميز من خلال تقييمها للأنظمة الدفاعية وتوجيهاتها بتطوير أنظمة جديدة بطرق أكثر فعالية وبأقل الأسعار وأصغر الأحجام بعيداً عن المنتجات التقليدية المتواجدة في عدد من الدول مثل الأسلحة من مسدسات ورشاش والمركبات المصفحة. كما انتقلت دولة الإمارات إلى تطوير قدرات غير موجودة في عدد من الدول منها الأنظمة الذاتية مثل الطائرات من دون طيار، والأسلحة الذكية الموجهة، ونظم الحرب الإلكترونية بما فيها التشويش على الرادار والأنظمة التي تندرج ضمن الحروب الإلكترونية.
وقال «قبل ثلاثة أعوام لم تكن نظم الحرب الإلكترونية والسيبرانية والتكنولوجيا متوفرة لدينا، أما اليوم فنتحدث عن ثماني منتجات جاهزة، تم تطويرها خلال الفترة الماضية، مشابهة للحلول الموجودة في السوق العالمي، تم تطويرها خلال الأعوام الماضية وبالتحديد منذ تأسيس «إيدج». واليوم يتم طرحها وبيعها في الأسواق المحلية العالمية».
امتلاك قدرات التصدير
وأكد على أن «إيدج» تؤدي دوراً كبيراً في تعزيز مجال الصناعات الدفاعية. كما تركز من خلال عملها على أن تكون سبَاقة في مجال التصنيع وامتلاك قدرات التصدير، وتبادل المعرفة مع الدول الشقيقة والصديقة في هذا المجال، لافتاً إلى وضعها المتميز في مجال التصدير وتحويل المعرفة من خلال الشراكات مع الدول والتي تساهم بشكل كبير في تطوير القدرات بشكل أسرع وذلك من خلال تقليص فترة تطوير وتصنيع المنتج، والتي كانت تتراوح في السابق ما بين 8 إلى 10 سنوات. أما اليوم فيتم تقديمها خلال سنتين أو ثلاث سنوات بحيث يكون المنتج متوفراً ومتاحاً للبيع، وهو الأمر الذي يعد دليلاً على جهود فرق العمل وتركيزها لمواكبة تسريع مشاريع التطوير، ومن ثمّ تسليمها.