آمنة الكتبي (دبي)
كشف مركز محمد بن راشد للفضاء بالتعاون مع الشركاء العالميين عن موعد جديد لإطلاق مهمة طموح زايد 2، وتم تحديد هذا الموعد يوم الخميس في 2 مارس عند الساعة 9:34 صباحاً بتوقيت دولة الإمارات. وهذا الموعد قابل للتغيُّر استناداً إلى مدى معالجة السبب التقني للتأجيل الذي حصل أمس.
ونظراً لوجود أمر طرأ على الأنظمة الأرضية، توافقت الفرق المعنية بالمهمة بالإجماع على التحقق من الخلل الذي حال دون الحصول على البيانات التي تؤكد تزويد الصاروخ فالكون 9 بالمواد اللازمة للإقلاع.
وكان من المقرر أن تنطلق المهمة على متن مركبة «دراغون»، التابعة لشركة سبيس إكس، من قاعدة كيب كانافيرال الفضائية، في ولاية فلوريدا، بالولايات المتحدة يوم أمس، وصولاً إلى محطة الفضاء الدولية، قبل أن تطرأ مشكلة فنية في اللحظات الأخيرة تسببت في إلغاء عملية الإطلاق.
مركبة دراغون
وستنطلق المهمة على متن مركبة دراغون، التابعة لشركة سبيس إكس، من قاعدة كيب كانافيرال الفضائية، في ولاية فلوريدا، بالولايات المتحدة، وصولاً إلى محطة الفضاء الدولية، وتعد مركبة دراغون من تصنيع شركة سبيس إكس، ويستخدمها برنامج الطاقة التجاري التابع لـ«ناسا»، حيث أكملت منذ عام 2022 ثلاث مهمات ناجحة إلى محطة الفضاء الدولية، ومن المقرر أن تنطلق غداً في مهمتها الرابعة مع طاقم crew-6.
وحطمت المركبة كرو دراغون إنديفور الرقم القياسي لأطول مهمة فضائية بواسطة طاقم مركبة أميركية، الذي كان مسجلاً باسم مركبة «ريزيليانس» في الثاني من مايو 2021، حيث نجحت «إنديفور» في قضاء 280 يوماً في الفضاء، لتصبح صاحبة الرقم القياسي في قضاء أطول وقت ممكن بعيداً من الجاذبية الأرضية.
وينطلق الصاروخ «فالكون 9»، من منصة رقم «39A»، ويتميز بأنه قابل لإعادة الاستخدام على مرحلتين، حيث تم تصميمه وتصنيعه من قبل شركة «سبيس إكس»، من أجل النقل الموثوق والآمن للأشخاص والحمولات إلى مدار الأرض وما وراءه، كما أنه يعتبر أول صاروخ مداري قابل لإعادة الاستخدام في العالم، فيما بعد الانطلاق الناجح ستنفصل المركبة الفضائية «سبيس إكس دراجون انديفور»، لتبدأ مسارها نحو وجهتها المحطة الفضائية الدولية، بسرعة تقارب 17500 ميل في الساعة.
سيراقب طاقم مراقبة المهمة في هوثورن بكاليفورنيا، سلسلة من المناورات الآلية التي ستوجه المركبة «إنديفور»، حتى تكتمل عملية الالتحام خلال دقائق مع المحطة الدولية، ومن ثم فتح باب «هارموني»، وهو وحدة التحام المركبات بالمحطة، فيما من جهتها، تم تصميم المركبة الفضائية للرسو بشكل مستقل وآلي، ولكن يمكن للطاقم أن يتولى القيادة، إذا لزم الأمر.
23 ساعة
وتستمر رحلة المركبة الفضائية إلى محطة الفضاء الدولية نحو 23 ساعة، وسيعمل سلطان النيادي بمهنة بمهمة اختصاصي البعثة ضمن فريق مهمة «Crew-6»، وسيجري 25 تجربة علمية على متن المحطة الدولية، خلال المهمة التي تستمر 6 أشهر.
وأنهى النيادي، البرنامج التدريبي المتقدم في وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، بعد أكثر من 20 شهراً من التدريبات النظرية والعملية، ليصبح محترفاً وجاهزاً لكل أنواع الرحلات الفضائية، سواء مطولة أو قصيرة، وسواء رحلات إلى المحطة الدولية أو على المركبات الفضائية الأميركية، ضمن اتفاقية تعاون بين دولة الإمارات والولايات المتحدة لإرسال رائد فضاء إماراتي في أول مهمة طويلة الأمد تمتد 6 أشهر، تنطلق في ربيع العام المقبل على متن المحطة الدولية.
وبدأت رحلة تدريبات النيادي في مركز جونسون للفضاء في هيوستن الأميركية في سبتمبر عام 2020، حيث باشر في السنة الأولى، من العام ذاته في أخذ مقاسات دقيقة للقفازات التي تلعب دوراً مهماً في تسهيل حركة الرواد خلال أداء المهمة، وحمايتهم من الحوادث التي قد تطرأ، ومن البيئة القاسية، تلي ذلك، إتمام أول تدريب على المهمات الروتينية في المحطة، والذي شمل أنظمة الحواسيب، وتخزين المعدات وتحديد مواقعها، والتواصل مع المحطات الأرضية، وفي نهاية عام 2020 خضع لأخذ مقاسات بدلة (EMU).
وخضع النيادي لعدد من التدريبات والتجهيزات، منها تخصيص أسبوع لتجربة أكثر من 200 صنف من الأطعمة والمشروبات بمختبر أنظمة الغذاء في «ناسا»، لاختيار الأصناف المفضلة لديهما في «قائمة الطعام» على هيئة معلبات وأكياس مضغوطة، تشمل اللحوم والخضراوات والحساء والقهوة والفواكه المجففة، وغيرها.
كما أنهى رائد الفضاء الإماراتي تدريبات مكثفة على الذراع الروبوتية في وكالة الفضاء الكندية، شملت القيام بعمليات دعم مهام السير بالفضاء والتقاط مركبات الشحن والتعامل مع الحمولات الخارجية، بالإضافة إلى تجربة ارتداء بدلة الرواد البيضاء كاملة، مع الخوذة، والتي تتطلب 45 دقيقة لارتدائها كاملة وتركيب المعدات المرفقة بها، والتي تعمل كنوع من مركبة الفضاء الصغيرة، من خلال تزويد الرواد بالبيئة والمعدات المطلوبة للمكوث في الفضاء، والسير فيه.
العزل الصحي
تشرف الدكتورة حنان السويدي طبيبة رائدي الفضاء سلطان النيادي وهزاع المنصوري، على الحالة الصحية لهما خلال فترة العزل الصحي، للتأكد من جاهزيتيهما التامة، ضمن فريق طبي يشرف على طاقم المهمة خلال هذه الفترة الحساسة، التي يجب أن يتمتع خلالها رواد الفضاء بكامل لياقتهم، واستعدادهم البدني والنفسي والذهني، تجهيزاً لهم لبدء مهمتهم المقررة.
كما أنهى سلطان النيادي وفريق «سبيس إكس كرو 6»، فترة العزل الصحي بنجاح، والتي امتدت نحو أسبوعين، وذلك لجعلهم جاهزين تماماً للمهمة، ضمن بيئة نظيفة، لتجنب الإصابة بأي أمراض قبيل الانطلاق، وتهدف فترة العزل الصحي لمنع أي بكتيريا من الانتشار في المركبة الفضائية «سبيس إكس دراجون إنديفور»، وعلى محطة الفضاء الدولية، فيما خضع رواد المهمة خلال هذه الفترة لتدريبات يومية وتجهيزات بدنية، ومتابعة مختلف الإجراءات والاختبارات الطبية.
قواعد الإطلاق
تنطلق المهمة ضمن البعثة 69 إلى محطة الفضاء الدولية، والتي ستعمل من بين مهامها على تركيب الأجزاء النهائية لـ «iRosa»، وهي الألواح الشمسية التي يتم تركيبها في محطة الفضاء الدولية، بالإضافة إلى إجراء التجارب والأبحاث العلمية.
وينتقل فريق «سبيس إكس كرو 6» في موعد الإطلاق، إلى قاعدة الإطلاق في «كيب كانافيرال» في مجمع كينيدي للفضاء، التابع لوكالة «ناسا»، حيث توجد خطوات وتقاليد محددة، يؤديها رواد الفضاء في «ناسا»، وسيتبعها طاقم «كرو 6» قبل الإطلاق، والتي تتضمن خروج الطاقم من الحجر الصحي إلى منصة الإطلاق، من خلال سيارتي «تيسلا»، حيث تضم الأولى رائدي الفضاء ستيفن بوين قائد المهمة، ووارين هوبيرغ، فيما تقل السيارة الثانية سلطان النيادي وأندريه فيدياييف، اختصاصيّي المهمة، تليها إلقاء نظرة على الصاروخ، ثم التوقيع على الحائط الأبيض قبل الدخول إلى المركبة الفضائية، وصولاً لآخر خطوة، وهي الدخول إلى كبسولة دراجون، وإجراء الاستعدادات الأخيرة قبل الإطلاق.