الخميس 12 يونيو 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

1500 متخصص يناقشون زراعة الأعضاء لمرضى السرطان في أبوظبي

نهيان بن مبارك خلال افتتاح المؤتمر (تصوير: مصطفى رضا)
21 مايو 2023 01:30

إبراهيم سليم (أبوظبي) 

انطلقت أمس في أبوظبي، فعاليات مؤتمر الإمارات الأول لزراعة الأعضاء لمرضى السرطان، الذي نظمته جمعية الإمارات للأورام بالتعاون مع (هيوستن ميثوديست) للخدمات الصحية العالمية، برعاية وحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، وتعد المره الأولى التي يعقد فيها هذا المؤتمر في منطقة الشرق الأوسط، والذي يناقش أحدث المستجدات الخاصة بزراعة الأعضاء لمرضى السرطان، وخاصة «الكبد»، وفق الاشتراطات الطبية المقررة، والذي يعكس اهتمام الدولة بدعم هذه المبادرات وجذب الخبرات العالمية للحد من نسب انتشار المرض، وللتيسير على المرضى، دون الحاجة إلى السفر للخارج لتلقي العلاج، وهذا الموضوع جديد عالمياً، وخاصة في الشرق الأوسط. ويعد المؤتمر فرصة كبيرة لاستقطاب المتخصصين في مجال الأورام والسرطان وزراعة الأعضاء من دولة الإمارات ودول المنطقة والعالم، إلى أبوظبي باعتبارها أحد أهم واجهات السياحة العلاجية في المنطقة، حيث شارك في المؤتمر 1500 متخصص من داخل الدولة وخارجها عبر الحضور الشخصي والافتراضي، كما شارك في هذا الحدث 5 دول كبرى لتقديم تجاربها السريرية وأحدث ابتكاراتها العلاجية، أهمها أميركا وكندا وبريطانيا والسعودية، فيما طرح المؤتمر 24 جلسة نقاشية وأكثر من 50 ورقة بحثية.
وعبر معالي الشيخ نهيان بن مبارك في كلمته الافتتاحية للمؤتمر، عن سعادته بعقد هذا المؤتمر المتميز الذي يقام لأول مرة في الشرق الأوسط، ويجمع خبراء إقليميين وعالميين رائدين في الوقاية من السرطان والفحص والتشخيص والعلاج، لتحديد التحديات التي تواجه العلاج الناجع للسرطان، واكتشاف الحلول والإجراءات المبتكرة التي من شأنها تعزيز الرعاية الصحية.
وثمن معاليه الدور الذي تقدمه هذه المؤتمرات في تعزيز البحث الطبي، وتبادل المعرفة والخبرات، وتوفير فرص التعليم الطبي المستمر في دولة الإمارات والمنطقة، مؤكداً على أن الممارسة الطبية ذات الجودة العالمية هي مسعى عالمي تحرص على تحقيقه جميع الكيانات الصحية، وأن الابتكارات الطبية الناجحة تتخطى بشكل أساسي أي حدود جغرافية، كما سيساعد هذا المؤتمر المهنيين الطبيين على مواكبة أحدث الأبحاث وأفضل الممارسات المتطورة في هذا المجال.
وأضاف معاليه: «اهتم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، بالتعليم والصحة، وأكد أن كل ما تنجزه الأمة يعتمد على الصحة الجيدة لشعبها، وألهمتنا القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، في التعامل مع الصحة العامة والخدمات الطبية والتعليم الطبي كأولويات أساسية في دولتنا، وبقيادة سموه وتوجيهاته، تلتزم بلادنا تماماً بتقديم أفضل رعاية صحية وتعليم طبي في منطقتنا، وترك بصمة على الساحة العالمية عبر إنجازاتنا وما أحرزناه من تقدمٍ في القطاع الطبي في فترة قصيرة.
وأكد أن زراعة الأعضاء لمرضى الأورام، هي طريقة مبتكرة وواعدة لعلاج مرضى السرطان وتمنحهم الأمل بالشفاء، وخاصة مرضى سرطان الكبد، حيث أظهرت هذه الطريقة عالمياً إمكانيات كبيرة لإطالة عمر المرضى وتخفيف الألم والمعاناة التي يعيشون بها، فبحسب الأطباء يُمكِّن استئصال العضو المصاب بالسرطان واستبداله بعضو سليم، من التغلب على قيود التقنيات الجراحية الحالية وزيادة معدل البقاء على قيد الحياة من 20% إلى أكثر من 80% لمرضى سرطان الكبد الأولي، وهذه بشرى سارة لمرضى سرطان الكبد، والأطباء الذين يواجهون تحديات كبيرة يفرضها مرض السرطان على مجتمعاتنا.
ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على زراعة الأعضاء لمرضى السرطان باعتباره أحد التخصصات الدقيقة والجديدة على مستوى العالم، فيما يركز على مرضى السرطان الذين يعانون من سرطانات في منطقة الكبد وكيف تكون زراعة عضو جديد خالٍ من المرض أملاً لشفاء هؤلاء المرضى تماماً، وتسهم خبرات مركز ميثوديست الذي يمتلك أحد أكثر الخبرات العالمية في مجال زراعة الأعضاء لمرضى السرطان، نقل الخبرات إلى منطقتنا العربية عبر حضورهم في هذا المؤتمر.
واستعرض الخبراء المشاركون بالمؤتمر، الطرق التي يمكن من خلالها اختيار مرضى السرطان للاستفادة من هذا العلاج، وطرق تطوير التقنيات الخاصة بهذه الزراعات التي تعتبر حديثة، مما يسهم في تقليل فرص عودة الإصابة بالسرطان وتقليل الآثار الجانبية المتوقعة من زراعة الأعضاء لمرضى السرطان، كما تمت مناقشة استخدام الطرق الحديثة في فحوصات الحمض النووي للخلايا السرطانية بالدم للكشف المبكر عن مخاطر احتمالية عودة السرطان بعد الزراعة ومراقبة الآثار الجانبية، وكيفية التعايش مع المضاعفات طويلة الأمد التي قد تصاحب مرضى السرطان. 
وناقش المشاركون خلال جلسات المؤتمر، التحديات التي تواجه زراعة الأعضاء لمرضى السرطان مثل قلة المتبرعين والأولوية التي يتم إعطاؤها للمرضى الذين ينتظرون زراعة الأعضاء، واستخدام العلاجات المناعية مع مرضى زراعة الأعضاء المصابين بالسرطان، كما تضمن المؤتمر ندوات نقاشية حول التحديات والحلول الخاصة بكيفية تطبيق زراعة الأعضاء كنوع من أنواع العلاج الأساسي في المنطقة العربية، وتم استعراض حالات النجاح للمرضى الذين تم تطبيق علاج زراعة الأعضاء عليهم في الدول التي توفر هذا النوع من العلاج.
الارتقاء بصحة المجتمع
قال الأستاذ الدكتور حميد الشامسي رئيس جمعية الإمارات للأورام ورئيس المؤتمر:«إن الدولة تدعم هذه المبادرات، للارتقاء بصحة المجتمع، وجذب الخبرات العالمية للحد من نسب انتشار المرض، وللتيسير على المرضى، دون الحاجة إلى السفر للخارج لتلقي العلاج، وهذا الموضوع جديد عالمياً، وخاصة في الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن هذه العمليات تتم وفق شروط وليس لكل المرضى، وهو يمثل فتحاً علمياً، ويتم الاختيار وفق عناية شدية، وكلما كان الاكتشاف مبكراً، كانت النتائج أفضل.
وتابع: فخورون باختيار مدينة أبوظبي لاستضافة هذا الحدث المهم والذي يقام لأول مره في الشرق الأوسط بدولة الإمارات، حيث نسعى لتوفير جميع العلاجات المتقدمة واللازمة وتقليل حاجة المرضى للسفر والعلاج في الخارج، لقد ساهم وجود هذا الكم من المتخصصين في مجال الأورام وزراعة الأعضاء، في إثراء معرفة المتخصصين والاطلاع على أحدث الأساليب العلاجية المتوفرة عالمياً بهدف العمل على تطبيقها والمساهمة في تقليل معدلات الإصابة، كما أثمن مشاركة أطباء الأورام وزراعة الأعضاء المتخصصين من المملكة العربية السعودية، بمجال زراعة الأعضاء، آملين أن يحقق هذا المؤتمر الأهداف المرجوة منه».
وأكد الشامسي أن المؤتمر يعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج، إذ يناقش قضية زرع الأعضاء للمصابين بالسرطان، لبعض الحالات التي يمكن استبدالها، ووفق شروط معينة تضمن سلامة اتخاذ القرار، ومنها الاكتشاف المبكر للمرض، ويركز المؤتمر على الكبد وسرطان القولون والمستقيم، لافتاً إلى أن العالم يشهد زيادة كبيرة في أعداد المصابين بالسرطان، وللأسف كثير من المرضى في منطقتنا يكتشف المرض في حالات متأخرة، ويكون السرطان انتشر في الكبد، أو غيره من أنواع السرطان.
وقال الشامسي: إن التساؤلات المرتبطة بذلك تشمل مدى إمكانية استئصال الجزء المصاب من العضو كالكبد، أم استئصال العضو كاملاً، لافتاً إلى أنه في بعض الأحيان يمكن أحياناً استئصال الخلايا المصابة، وهناك حالات لا يمكن إلا استئصال العضو المصاب بالكامل، لانتشار المرض، وإعطاء المريض كبداً سليماً وزراعة كبد جديد للمريض للتعافي وممارسة حياته الطبيعة، وذلك مرتبط بعدد من الأمور منها نوع المرض ومدة المرض، ومدى استجابة المريض للعلاج، ويحتاج ذلك إلى وجود خبرات متنوعة يحتاجها ذلك والتدخلات الجراحية، والخبرات الطبية وغير ذلك، تأهيل المرضى بعد زراعة الكبد مثلاً، فريق متخصص في هذا المجال، وهذا الموضوع جديد نسبياً في المنطقة العربية، وهو ما ارتأى المؤتمر مناقشته، واستقطاب الخبرات العالمية في هذا المجال، وقامت جمعية الإمارات للأورام، بالتعاون مع مستشفى «ميثوديست هيوستن»، وهو المتخصص في هذا المجال.
وقال: إن سرطان القولون والمستقيم يحتل المرتبة الأولى وفقاً للسجل الوطني في الدولة، ويعد أول مسبب للسرطان في الرجال والثالث في النساء، وحدد أسبابه في الإكثار من تناول اللحوم، والمواد المصنعة، والتغذية غير الصحية، واللحوم المصنعة، السمنة، وعدم إجراء الفحوصات المبكرة، وهناك عدم التزام من الجمهور في الخليج بالفحص المبكر، وهناك فحصان متعارف عليهما «فحص البراز»، سنوياً أو إجراء الفحص الدوري كل 5 سنوات بالمنظار.
ولفت إلى أن المؤتمر ناقش ما يزيد على 25 ورقة عمل، ويركز المؤتمر على زراعة الأعضاء خاصة في سرطان الكبد، وكيفية اختيار مرضى السرطان الذين يمكن أن يستفيدوا من هذا النوع من العلاج من زراعة الأعضاء «الكبد» أو القولون والمستقيم، وتقييم وضع المرض، كيفية عمل الزراعة، متابعة المرضى بعد الزراعة، تفادي المضاعفات لما بعد الزراعة، كيفية تعزيز فرص الشفاء لعشر سنوات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©